أينما تكونوا في أي بقعة من الضالع وردفان يدرككم نبا الموت المصحوب سحب الدخان وصوت الرصاص ورائحة البارود ، فلقد عاشت المدينتان منذ يوم السبت الماضي 29 مارس وضعا استثنائيا دشن بموجة غضب عارم من قبل المئات من الشباب العاطلين عن العمل الذين عادوا من معسكرات التجنيد خائبين ولم يقبلوا فيها ولعل شعورهم بالضياع والفراغ وانسداد كل أبواب المستقبل في وجوههم حتى وان كان ذلك خدمة للوطن في ميادين التدريب والنضال ،كل هذا جعلهم يفرغون شحنة غضبهم المفخخة بطريقة تفتقر إلى العقل والكياسة حيث دمرت على أيديهم مكاتب ومؤسسات خدمية وممتلكات مواطنيين لا ذنب لهم فيما حل بهؤلاء الشباب
عبر الشباب الغاضبين عن حنقهم بكل أريحية وأفرغوا كل ما بداخلهم دون أن يعترضهم أحد ، رجموا مقرات الحزب الحاكم في الضالع والحبليين وكرش وطور الباحة وأحرقوا علمه وفي الضالع زادوا شيعوا حمارا حقيقيا فوق الأعناق نكاية بالرمز الانتخابي لحزب المؤتمر وطافوا به الشارع العام وقيل أنهم ذبحوه في نهاية المسيرة ، كما أحرقوا إطارات السيارات و غطت سحب الدخان سماء المدن المذكورة ، وعند صدور قرارات عليا بحملة اعتقالات طالت قادة الحراك في الضالع ولحج وعدن ترافق بتعزيزات أمنية كبيرة وصلت إلى إخراج الدبابات والطائرات الحربية التي فتحت حاجز الصوت في مديريات كرش والازارق والحشاء ، وعند مواصلة الغاضبين احتجاجاتهم في اليوم الثاني والثالث والرابع كانت الأجهزة الأمنية قد قررت التصدي لهم بالرصاص الحي والقنابل الدخانية والهراوات لتسفر العملية عن خمسة عشر جريحا في الضالع وردفان وكرش إصابة بعضهم خطيرة نقلوا على أثرها للعلاج في عدن وهم : عبد الفتاح سيف عبد الله و ياسين علي أحمد،ووضاح عبدالله محمد ،وحسن ناصر الردفاني ،وعبود محمد يحي . وفي يوم الخميس اربعة مصابين هم : راح سالم محمد – وجدان حسن احمد – شريف محمود احمد – مطيع ثابت وكان ذلك بعدمحاولة وحدة أمنة اقتحام المنصة التي يتواجد بها الكثير من المعتصمين
ومن الضالع علي محسن حمدي - محسن صالح مثنى - عبد الله هادي محمد - خالد قائد محسن - محمد صالح الزبيدي - سيف محسن قريش وولده علي ( 18 ) عاما -نشوان المعكر ( رصاصة اخترقت أحشاءه ) نقل إلى عدن - عبدالله هادي - خالد بيكار ، وعنيد الوحيشي من كرش ، بالإضافة إلى عشرات المعتقلين في صفوف الشباب والمواطنين
ميدانيا وفي محافظة الضالع فقد مرت سيارة تابعة للأمن وبمكبرات الصوت تدعو المواطنين إلى عدم التجمع والتظاهر، وقامت الأجهزة الأمنية بإغلاق الضالع أمام كل القادمين من مديريات جحاف والشعيب قعطبة أو المسافرين منها الى عدن , حيث لم يسمح للقادمين من طريق قعطبة دخول الضالع أو حتى السماح للمواطنين العودة إلى منازلهم في المديريات.
وفي خطوة غريبة رفضت نقطة أمنية في منطقة (سناح) – الحدود الشطرية السابقة - السماح لرئيس اللقاء المشترك في الضالع سعد الربية من دخول المدينة دون أسباب تذكر، ما اضطر الربية إلى العودة إلى دمت بانتظارعودة السلطة عن تصرفاتها في خلق عزلة بين محافظات البلاد دون مراعاة لعواقب تلك الأساليب التي خرجت السلطة بأجهزتها لمجابهتها حسب ما تدعيه للرأي العام ، وهو ما جعل الكثير يتندر بالقول : هاهي نقطة سناح الشطرية تعود للخدمة من جديد وبأيدي الجيش
[مدينة الضالع شهدت أيضا أزمة في الوقود والمواد التموينية بعد إغلاق المحلات التجارية ، وفي طور الباحة هاجم المواطنون الغاضبون المجمع الحكومي والوحدة المحاسبية ومقر الحزب الحاكم وقاموا بالعبث بمحتوياتها في ظل غياب أمني واضح بينما شهدت مديرية كرش هي الأخرى مطاردات لعدد من قيادة الحراك الجنوبي بعد تعزيزات أمنية من لحج. والحال مثله حدث في مديرية كرش