كسر سعر الذهب في بورصة لندن اليوم حاجز ال1000 دولار وبلغ 50. 1003 دولارات للأوقية الواحدة، حيث إن المعدن الأصفر شهد ارتفاعاً تدريجياً منذ مطلع العام الجاري. تجدر الإشارة إلى أن الذهب وصل ل35. 865 دولارا للأوقية في 3 يناير 2008 محطماً الرقم القياسي الذي سجله عام 1980 ووصل فيه لغاية 850 دولارا.
وتعكس هذه الزيادة التي وصلت لأكثر من 52% من متوسط سعر الذهب في شهر مارس 2007 والتي بلغ فيها 89. 655 دولارا. وقال معاذ بركات الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي بالشرق الأوسط، تركيا وباكستان مما لا شك فيه أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار الذهب جاء بسبب شغف العملاء بالاستثمار في المعدن الأصفر حتى وصل لغاية 1000 دولار أميركي.
وأود أن أؤكد بان أحداً من الخبراء الاقتصاديين لم يكن يتوقع هذا الارتفاع السريع لأسعار الذهب. وأضاف بركات نستطيع أن نلاحظ أن كثيرا من الناس بدأوا يتجهون لشراء المجوهرات الذهبية كنوع من الاستثمار في ضوء التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم حالياً.
بالإضافة إلى هذه العوامل فإن خوف الناس من الركود الاقتصادي، انخفاض قيمة الدولار والتضخم دفعت الكثيرين للاستثمار في قطاع المجوهرات الذهبية. ومن ناحية أخرى فإن سوق المجوهرات الذهبية شهد تقلب الأسعار ما بين الهبوط والصعود من ناحية شراء المجوهرات الذهبية. وتلقى العملات الذهبية والسبائك رواجاً كبيراً لدى الكثير من المستثمرين والأفراد.
ووصل الطلب على الاستثمار في الذهب ل8 مليارات دولار أميركي في الربع الأخير من 2007 . يقدر الطلب على الذهب في عام 2007 ب79 مليار دولار أميركي، ومن ناحية أخرى فإن سعر الذهب الحالي والذي وصل ل1000 دولار هو استمرار لمرحلة الصعود التي بدأها المعدن الأصفر منذ 6 أعوام.
وعزا مجلس الذهب العالمي أسباب ارتفاع الذهب في الفترة الأخيرة إلى عدة عوامل:
- خوف الكثيرين من حدوث تضخم في ظل الارتفاع المطرد لأسعار النفط. في ظل هذه الظروف فإن العملاء يعتقدون بأن الذهب هو الملاذ الآمن في حالات التضخم التي بدأت تظهر في عدد من اقتصادات العالم. إن قوة الذهب مازالت كما هي منذ قرون عدة.
- الضعف المستمر لقيمة الدولار. إن الذهب يعتبر من أكثر المعادن أماناً في وجه الهبوط الذي تشهده قيمة الدولار الأميركي وهو العملة العالمية التي تعتمد عليها كثير من الدول في تجارتها. تجدر الإشارة إلى أن الدولار الأميركي فقد 5% من قيمته منذ سبتمبر 2007.
- الأحوال الاقتصادية غير المستقرة في الوقت الذي تعاني فيه بعض الدول من أزمة الائتمان. إن الذهب يعتبر وثيقة أمان هامة وأحد الأصول المادية الرئيسية خاصة في الأوقات غير المستقرة.
وهنا نذكر المزيد من العوامل التي أدت إلى اتساع الفارق بين الطلب والعرض على الذهب ما أدى إلى ارتفاع المعدن الأصفر بشكل واضح منذ عام 2001 :
- ضعف ما تنتجه مناجم الذهب. أدى التناقص التدريجي لما تنتجه مناجم الذهب في الفترة الأخيرة إلى تقليل الناتج الإجمالي للذهب. بالإضافة إلى ذلك ارتفاع تكاليف استخراج الذهب في السنوات الأخيرة.
- الطلب على المجوهرات الذهبية. إن الطلب على المجوهرات الذهبية ارتفع ل54 مليار دولار في عام 2007 مسجلاً رقماً قياسياً جديداً في حجم الاستهلاك. أما من ناحية الأطنان فقد شهد عام 2007 ارتفاع استهلاك الذهب بنسبة 6% عن عام 200.
- إدراك قطاعي الاستثمار ومحبي الذهب لأهمية اقتناء المجوهرات. أصبح الذهب الآن أحد أهم الأصول التي يعتمد عليها المستثمرون وعشاق المعدن الأصفر في ظل تقلب الأسعار وتغيرها من حين لآخر. إن الأصول المدعومة بالذهب تبقى هي الأكثر أماناً وأهمية بالنسبة لكافة العملاء على اختلافهم سواء كانوا يستثمرون في الذهب أو من محبيه.
- سهولة الاستثمار في الذهب. يمكن لأي من العملاء أن يصل وبكل سهولة لصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب ليستثمر فيها، حيث إن هذه الصناديق أضحت سهلة بالنسبة للعملاء وبخلاف الاستثمار في أي أسهم أخرى والتي تتطلب من الفرد دراية تامة ومعرفة بكل عمليات بيع وشراء الأسهم.
الجدير بالذكر أن أسعار الذهب يتم تحديدها في لندن مرتين يومياً إحداهما صباحاً وأخرى مساء نظراً لأهمية هذا المعدن بالنسبة للناس في كافة أرجاء المعمورة. ويتم تحديد قيمة سعر أوقية الذهب الخالص بالدولار الأميركي.
دبي ـ البيان