الخمر رجس من عمل الشيطان
قال تعالى عز وجل:
(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).
(إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) سورة المائدة/ 90 ـ 91.
يشيع شاربو الخمر أن لها فوائد ومزايا .. ونرى لزاماً علينا أن نناقشهم في هذه المزايا المزعومة أو المنافع الوهمية حتى يدرك الجميع أن للمسكرات أضرار وأخطار تفوق ما قد يكون بها من منفعة ضئيلة هزيلة.
ويؤكد شاربو الخمر أن لها قيمة غذائية وإنها مفيدة للجسم .. وقد دلت الأبحاث العلمية على ضرر الاعتماد على الخمر كوسيلة غذائية إذ ثبت أنها تضر أجهزة الجسم.
ويؤثر الخمر على أعصاب القلب فيؤدي إلى سرعة دقاته مما يؤدي إلى ضعف القلب نتيجة إنهاك قوته بسبب ما تضطره إليه من زيادة العمل.
وتؤثر المشروبات الكحولية أيضاً تأثيراً خطيراً في الكليتين فقد ثبت أنه عندما يمر الكحول منهما مع الدم يحدث فيهما تهيجاً والتهاباً. فإذا توالى هذا التهيج والالتهاب فإن نسيج الكليتين يصاب بالتلف، فقد دلت التجارب والإحصائيات على كثرة الإصابة بالتهاب الكلي نتيجة إدمان تعاطي المسكرات.
وهناك فكرة خاطئة بين عامة الناس إن الخمر يزيد من قوة الشخص وقدرته وتهبه الشجاعة والجرأة فإذا به يعمل من الأعمال ما لا يستطيع أن يعملها بدونه. والحقيقة أنه يعمل ذلك هو وكأنه فاقد لشعوره وما تلك القدرة إلا وهم. وهذه القوة والشجاعة إنما هي العقل الذاهب والرأس الدائر .. وهي في الحقيقة أقل من طاقته الحقيقية الواعية.
وللخمر مضار غير هذا فهو يضعف قوة المقاومة والمناعة في الجسم كما دلت على ذلك التجارب الكثيرة فشارب الخمر أكثر تعرضاً للأمراض من غيره وأكثر استعداداً للتأثر من تقلبات الجو من غيره.
وإنه لمن الثابت من إحصاءات شركات التأمين أن مدمني الخمر قصار العمر علاوة على أن مقاومتهم للأمراض ضعيفة مما تسهل معه إصابتهم بكثير من الأمراض.
ويؤكد ذلك حديث النبي (ص) الذي رواه أبو داود، عن ديلم الحميري قال: سألت رسول الله قلت: يا رسول الله؟ أنا بأرض باردة نعالج فيها عملاً شديداً وإنا نتخذ شراباً من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلادنا قال: ((هل يسكر)) قلت: نعم، قال: ((فاجتنبوه)) قلت: إن الناس غير تاركيه، قال: ((إن لم يتركوه فقاتلوهم)).
يقول الكونت هنري دي كاستري المفكر الأوروبي في كتابه الإسلام خواطر وسوانح (ومن الشهوات ما نهى النبي عنه وأمر بمجاهدة النفس فيه فقد حرم على المسلمين شرب الخمر وكل شراب يؤثر مثله. وقد بالغ المسلمون في العمل بهذا النهي، فكان من وراء ذلك أن نجت الأمم الإسلامية من مرض المسكرات، وهي الداهية التي تفجع اليوم أمماً كثيرة في أوربا. وكانت إحدى الأسباب في المجتمع الإنساني وظهور مذهب الفوضويين مما تجهله الأمم الإسلامية.
إن الدفء الذي يحصل عليه شارب الخمر ليس دفئاً حقيقياً ولا طبيعياً وإنما هو دفء صناعي كاذب والسبب في حصوله هو أن الكحول إذا دخل الجسم مدد الأنابيب الشعرية التي تحمل الدم إلى سطح الجلد وبذلك تتسع تلك الأنابيب حتى تكون مستعدة لقبول مقدار من الدم أكثر مما كانت تحمله وهي في حالتها الطبيعية. فإذا ما وصل هذا الدم المتزايد إلى سطح الجلد شعر الإنسان طبعاً بالدفء والحرارة بالرغم من أنه يفقد جزءاً كبيراً من حرارة جسمه الطبيعية.
ولقد ثبت من التجارب العلمية أن مدمني الخمر وهم يعتقدون أنهم يستدفئون .. بتعاطيهم المشروبات الكحولية هم أكثر الناس تعرضاً للبرد والزكام والإصابة بالأنفلونزا .. والالتهاب الرئوي والنزلات الصدرية.