حين تزوجت به كانت في الرابعة عشرة من عمرها ، كان يعمل خياطاً ، مجرد خياط بسيط يحيك فقط الملابس الداخلية ويقوم ببعض الأعمال الأخرى في المحل الذي يعمل فيه ، قدم بها من قريته إلى صنعاء لتعيش معه لتقوم بواجباتها نحوه عندما تزوج بها كان في الثلاثين من عمره . تأخره في الزواج كان بسبب إخفاقه عن جمع ما يكفي من المال لأن يتزوج إلى أن جاءه الحظ فزوجته هذه كانت يتيمة، والدها توفى عندما كانت في الثالثة وتوفيت والدتها وهي في عمر السادسة ، لم يكن لها أعمام على قيد الحياة أما أبناء عمها فقد تخلوا عنها منذ البداية ولم يكفلها احد سوى شقيقة والدتها التي اعتنت بها ثمان سنوات لكنها لم تصدق أن قرع بابها من يتقدم في طلب الزواج من ابنة شقيقتها حتى سارعت بتزويجها له لتتخلص من حمل مسئولية الفتاة.. عقب الزواج وصلت إلى صنعاء مع زوجها منكسرة لا أحد لها في هذه الدنيا سواه ،استأجر بيتاً شعبياً صغيراً كان مجرد غرفة وحمام ولا شيء غيره ، زوجها فقير ، دخله من العمل يكاد يغطي نفقات المأكل والمشرب وإيجار الغرفة . ذات نهار طلب منها الذهاب إلى بيت عمه صاحب الدكان الذي يعمل عنده لتعمل في خدمة زوجته؛ المسكينة فلبت هي رغبة زوجها دون تردد إلا أنها وجدت تلك المرأة التي تذهب لخدمتها دون قيد أو شرط تتعامل معها بتعال ، لهذا رفضت الاستمرار في خدمتها ، ومن أجل أن ترضي زوجها وتساعده في تحسين ظروفهما المعيشية قامت ببيع سلسلة ذهب وخاتم ورثتهما عن والدتها التي توفيت ولم تترك لها غيرهما واشترت به بعض الحاجيات النسائية كانت تدور بها إلى منازل النساء ، النساء كن نادراً ما يخرجن للتبضع في ذلك الزمن عام 1980م فقبل 27 سنة كان الوضع في صنعاء يختلف تماما عما هو عليه الآن .. سنوات مرت وهي تبيع الحاجيات لتساعد زوجها ببعض ما يعود عليها من بيع الحاجيات وتدخر البعض الآخر و خلال فترة من الزمن استطاعت توفير مبلغ ثمانين ألف ريال وفي الجوار كانت هناك قطعة أرض معروضة للبيع بمبلغ 65 ألف ريال فقط . أخرجت المبلغ واشترت الأرض باسم زوجها ، ذهل الزوج ولكنه قبّل رأسها .
مرت سنتان بعد شراء الأرض ومرة أخرى ادخرت مبلغ 45 ألف ريال قيمة أرض كانت تتضاعف يوما بعد يوم و عقب شق شارع إسفلتي وصل سعر قطعة الأرض إلى أربعمائة ألف ريال مبلغ كبير فاصبحا أغنياء وبعد سنة ثالثة وصل سعر الأرض إلى 750 ألف ريال و جرى الاتفاق على أن يبيع الزوج نصف الأرض و بثمنها يقوم ببناء منزل على النصف الآخر ، وبالفعل شيد الزوج ثلاث غرف وحمام ومطبخ كلفته وقتها مائتي ألف ريال ، أخذ الزوج باقي المبلغ وأيضاً المبلغ الموفر لدى زوجته وفتح محل خياطة واشترى سيارة .
بعد ستة أشهر تذكر الزوج أن زوجته لم تنجب بعد زواج دام ثمان سنوات وبضعة أشهر ، قالت له أنها ستعرض نفسها على طبيب ولكن بعد شهرين فاجأها بوصول زوجته الجديدة إلى داخل البيت الذي تسكن فيها، اعترضت لكن لا فائدة، فمن حق الزوج أن يتزوج ، والبيت باسمه والدكان والسيارة ، بعد أيام من الزواج وجدت نفسها مجرد خادمة لزوجته الجديدة ، ليس لها أحد تشتكي وتلجأ إليه ، ذهبت لعاقل الحارة قال لها الإسلام أحل للرجل أربع زوجات والبيت بيته والمال حقه عيشي معه حتى لا يطلقك فما تجدي من يؤويك . شعرت بالظلم والمرارة والقسوة وفي المساء بعد تناول العشاء أخرجت مسدساً روسياً كانت قد اشترته بخمسة آلاف ريال وصوبته تجاه زوجها وأفرغت عدة طلقات في صدره وأردته قتيلاً ، تمت إجراءات المحاكمة سريعاً فأقارب الزوج يريدون الاستيلاء على منزل ودكان وسيارة قريبهم ، الحي أبقى من الميت ، وصدر الحكم الذي قضى بإعدام الزوجة لينفذ الحكم في 1991م في ساحة السجن المركزي بصنعاء بتكتم شديد .. وهكذا يكون مقتل الزوج قد تسبب بترميل زوجته العروس وتنفيذ حكم الإعدام ضد زوجته الأخرى التي كانت بعد وفاته قد أصبحت أيضا أرملة.