اليمن : تأخر الأمطار عن مواقيتها تزيد حظوظ انتعاش السياحة الجبلية

ففي الأسابيع الأخيرة شهدت العديد من المناطق اليمنية تساقطات مطرية قطع اليأس من موسم الجفاف الذي بدأت بوادره تلوح مع تأخر هطول الأمطار عن موع هطول الأمطار بعد طول انتظار هذا العام في اليمن أنعش طلب اليمنيين إلى لأجواء المطيرة التي تخضر فيها الحياة النباتية وتكتسي الجبال حله الزاهية تجعل العديد من المناطق أكثر إغراء للسفر والتنزه خاصة أن أمطار هذا العام تأخرت كثيرا عن موسمها مما زاد من تلهف وحنين كثير من اليمنيين إلى الأجواء المطيرة التي تنبعث فيها الحياة والجمال .
دها بشكل غير مسبوق إذ على غير العادة لم تعرف البلاد أي أمطار حتى مطلع مايو الماضي مع أن تساقطها الطبيعي يبدأ في أواخر فبراير ومطلع مارس من كل سنة لكن هذه السنة طال مقام الشتاء القارس حتى نهاية شهر مارس ثم أعقبته رياح جافة وأجواء متربة مع ارتفاع شديد للحرارة كل ذلك زاد من مخاوف اليمنيين من أن لاتعود إليهم الخضرة النضرة التي الفوها خلال الصيف خاصة أن مثل هذه الظروف المناخية القاسية غير معهودة واقترنت بتزايد الحديث عن ظاهرة الاحتباس الحراري لذلك ما أن بدأت الأمطار تنهمر حتى بادر العديد إلى التوجه إلى قراهم وإلى المناطق التي المعروفة بارتفاع مستوى تساقط المطار فيها بغية التمتع ببعض الوقت في أجواء الخضرة النظرة التي تأخرت هذه السنة عن مواقيتها المعتادة .
ففي الأسبوعين الأخيرين تزايد اتجاه الناس إلى المناطق المطيرة طلبا للاجواء الزراعية المخضرة وتدفق العديد من الناس إلى المناطق الجبلية لتزجية الوقت ويقول عبده حسان من محافظة حجة المطيرة والذي يعمل مدرسا انتهى من عام دراسي مضني : شوقي هذا العام لزيارة القرية أكثر لهفة من أي مرة لأن الأجواء التي عشناها هذه السنة كانت قاسية للغاية البرد طال مقامه لمدة زادت عن المألوف بحوالي شهرين والأمطار تأخرت عن مواعيدها ربما بالقدر ذاته حتى شعر الناس بالاختناق والضيق من مثل هذه المناخ الغريب ولهذا لا حديث للناس هذه الأيام سوى التشوق إلى تزجية الوقت في ظل أجواء خضراء مطيرة وكل واحد أعرفه سواء من الميسورين أو من غيرهم يبدي حماسا للسفر والتوجه إلى حيث الخضرة والماء في محافظات مثل حجة ، إب ، المحويت ، تعز من اجل التمتع بأيام وربما أسابيع في هذه المناطق المطيرة الزراعية ويجزم حسان أن تعكر المناخ هذه السنة بشكل غير معهود هو الذي حفز الناس للتر حال والسفر إلى قراهم ومناطقهم مشيرا إلى أن هذه الرغبة موجودة حتى لدى التلاميذ الذين عبروا له عن حنينهم إلى التوجه لقراهم من أجل تغيير الجو والتمتع بأمطار ومنظر الصيف .
علي حمود النهاري موظف قال : اليمنيون عادة يحبذون التوجه إلى القرى والمناطق الزراعية أكثر من توجههم للشواطي لأن المدن الشاطئية تشتد فيها الحرارة فيما المناطق الزراعية الجبلية المطيرة تكون معتدلة بفعل تساقط الأمطار فيها وارتفاعاها عن مستوى سطح البحر ويضيف النهاري : لكن عموما هذا العام الناس أكثر حماسا لقضاء بعض من إجازاتهم في المناطق الزراعية الجبلية نتيجة لحالة لإضطراب المناخ الذي تأخرت فيه تساقط المطار وارتفعت درجة الحرارة عن مستواها المألوف وهو ما حفز الرغبة لدى الكثير ممن أعرف للتوجه إلى الأجواء الخضراء المنعشة التي تأخرت موعد مشاهدتها هذه السنة كثيرا .
عبده غالب الذي عاد من نزهة في قريته في منطقة ذي سفال الواقعة في محافظة اب الخضراء كما يطلق عليها وبحوزته بعض صور فوتوغرافية قال : إب الخضراء تكتسي جبالها وأوديتها رداء أخضرا والأمطار لا تنقطع مايبعث على انتعاش الزائر الذي يتوجه إليها ويستدرك غالب قائلا : الحقيقة أن تأخر سقوط الأمطار هذه السنة ألزمنا البقاء في بيوتنا داخل العاصمة صنعاء لأن التوجه إلى أي مكان بديل غير متوافر الشواطي حرارتها ملتهبة وأسعارها مرتفعة والمدن مكتضة ومزدحمة فاغلب الناس يترقبون موسم الأمطار ويتوجهون إلى قراهم ومناطقهم وهذه السنة الأجواء ظلت مغبرة والجفاف طال مقامه في الوقت الذي لم تتوافر بدائل مغرية لاستبداله ولهذا ما أن هلت الأمطار متأخرة إلا وكل يمني في لهفة لها ولأجواءئها الندية المنعشة التي تتفتح فيها الأزهار وتخضر الحقول والجبال ولهذا يقول غالب : قضيت عشرة أيام في البلاد بعد أن كنت قد يئست من انحباسها ( لقد كانت رحلة ممتعة والمناظر الخلابة مازالت تترى لي أمام ناظري ولا تنسى بل إنها أنستني المعاناة الطويلة في العمل وكذلك أنستني المعاناة الطويلة مع قساوة المناخ هذا العام ) .
علي ناصر الطويلي عامل في مطبعة ينحدر من محافظة المحويت المشهورة بالزراعة عاد هذا الأسبوع من مسقط رأسه هناك في " الطويلة " بعد أن قضى في افياءها أسبوعا كاملا قال وهو أكثر انتعاشا وحيوية مما كان عليه قبل سفره : الأجواء الخانقة امتدت هذا العام طويلا فعلى غير العادة تأخرت الأمطار فشعر المرء بالضيق والضجر جراء المناخ غير المألوف ويضيف الطويلي ( لذا الرحلة إلى حيث الخضرة والينابيع الدافقة تصفي الروح من كدرها وهمها وترطب المزاج لأن الناس مع الجفاف واشتداد الحرارة وقسوة الطبيعة يصبحون أكثر خشونة ونزقا ولهذا الرحلة إلى مثل هذه الأمكنة خاصة في الصيف يكون وقعها على النفس وقعا طيبا يطريها ويبعث فيها نشوة لا تضاهيها نشوة على خلاف المناظر الخضراء في البلاد الباردة تكتسب الخضرة مع حرارة الصيف الملطفة بهطول الأمطار معاني خاصة قلما تجد لها مثيلا ولهذا نلاحظ أن الناس في اليمن في هذا الموسم يتجهون إلى الجبال عوض التوجه إلى البحر تحدوهم الرغبة بالتمتع بمناظر الطبيعة الخلابة التي تبعثها أمطار الصيف وتجلبها معها ) .
الخلاصة أن مبعث الزيارات إلى المناطق الجبلية المطيرة التي تزدان بثوب قشيب في موسم الصيف هو عادة متكررة لكن مبعث الترحال إليها هذا العام أزداد نتيجة لتبدل المناخ وتأخر هطول الأمطار عن مواقيتها وارتفاع الحرارة إلى مستوى قياسي كما جاء على لسان وزير البيئة اليمني الذي قال أن اليمن ستشهد ارتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة يتراوح مابين درجة إلى ثلاث درجات مما قد يزيد من حماس الكثيرين للبحث عن نسمات باردة لا توجد إلا في المناطق الجبلية المطيرة