أبين – صنعاء – عدن – لندن " عدن برس " خاص : 11 – 6 – 2008
أبدأ عدد من مواطني محافظات الجنوب تخوفهم مما أقدمت عليه قيادة الحرب العسكرية في وزارة الدفاع فجر يوم أمس الثلاثاء من نقل مفاجأ لجميع المجندين في معسكر الاستقبال في ضلاع همدان – وفي جنح الظلام اي الساعة الثانية بعد منتصف ليلة أمس الثلاثاء - الى محرقة الحرب في محافظة صعده ، والتي تدور فيها معارك طاحنة بين القوات الحكومية ومواطنين من محافظة صعده الشمالية ، دون أن تعطى للمجندين التدريبات الكاملة أو حتى ترقيمهم عسكريا او منحهم حقوقهم من رواتب ومستحقات عسكرية.
وقالت بعض أسر المجندين الجنوبيين لـ" عدن برس " أن نظام صنعاء يستغل حاجة الشباب في الجنوب الى التوظيف في السلك العسكري نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها الأسر الجنوبية ، في الوقت الذي لا يتم هذا التجنيد في الشمال رغم الفارق في حجم الكثافة السكانية هناك مقارنة بالجنوب ، وأكدت مصادر في صنعاء أن غالبية المجندين الجنوبيين قد أكملوا دراساتهم الجامعية ولم يحصلوا على التوظيف التي يحتكرها متنفذي السلطة في صنعاء لأقاربهم .
وكان الكثير من المجندين من الدفعات الأخيرة الذين تم تجنيدهم وإلحاقهم بمعسكر الاستقبال في ضلاع همدان( 10 كيلو متر ) شمال غرب صنعاء قد تركوا المعسكر عندما سمعوا بنية الوزارة إقحامهم في محرقة الموت صعده , ونشرت صحيفة الأيام العدنية عن عودة أكثر من( 700) مجند الى محافظتهم أبين حتى لا يزج بهم في حرب أهلية لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، هذا وحين علم أولياء أمور المجندين المستجدين من أبناء المحافظات الجنوبية بخبر نقلهم غادر الكثير منهم الى صنعاء للبحث عن أبناءهم حتى لا يصبحوا وقودا لحرب أهلية لا يعرف هدفها .
وعلم " عدن برس " من مصادرة الخاصة في صعده أن الكثير من المجندين المستجدين قد تم ألحاقهم بمعسكر لواء العميد / فيصل رجب ليعوض بهم ما فقده اللواء من جنوده الذي فقدهم في الحرب الأخيرة أما بالقتل أو بالهروب والعودة للكثير من الجنود الجنوبيين الى مناطقهم لعدم قناعتهم بهذه الحرب الطاحنة التي لا يعرف لها غرار .
من ناحية أخرى شهدت مناطق الربوة والحمراء في مديرية الحبيلين (ردفان ) منتصف هده الليلة أطلاق نار كثيف بمختلف أنواع الأسلحة الذي أطلقها جنود القوة المتمركزة تحت أمرة القائد الأمني العميد / عبد النبي هادي المهدي التي تحاصر مديريات ردفان منذ نهاية مارس الماضي والذي لا يعرف أسباب هذه الحركة الاستفزازية ، خاصة وأن هذه القوة لم تتعرض لأي عمل يستوجب أطلاق النار بهذه الكثافة الا أن بعض من لهم إطلاع على الأمور قد عللوا أن السبب هو افتعال أي مشكلة مع المواطنين تبرر لضرورة بقاهم وعدم انتقالهم الى صعده التي صدرت الأوامر لانتقالهم الى صعده تحت أمرة قائدهم الذي عين كقائد لواء في صعده والذي أكد الكثير من المقربين له أنه رفض الانتقال ورفض المنصب الجديد وقد سافر أمس الأول الى صنعاء ليؤكد رفضه.