منـــــــــــــــــــــــــازل يافــــــــــــــــع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منـــــــــــــــــــــــــازل يافــــــــــــــــع


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ولد الهاشمي
مشرف عام منازل يافع
مشرف عام منازل يافع
ولد الهاشمي


عدد الرسائل : 524
تاريخ التسجيل : 02/04/2008

اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح Empty
مُساهمةموضوع: اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح   اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح I_icon_minitimeالإثنين 9 يونيو 2008 - 15:06

اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح



· استحضرت العربي الذي أبدى يوما إعجابه بها، واستعداده لخطبتها لولا إدراكه التام لموقف أهلها الرافض

· أقبلت على من حملتها في بطنها تلثم يدها وتقبّل رأسها، ثم تقبّل تراب الأرض أمها الثانية

حين تضيّق الظروف الخناّق على ( ش) تجد نفسها أمام مخرج واحد لا ثان له، ألا وهو الخروج من هذه الدائرة أو الهروب بعيدا عن الأجواء المحيطة.. أيا كانت.. وهي حين تشعر بذلك الاختناق وتفكر في المخرج تاركة كل شيء حسب تعبيرها.. وكل شيء في حياتها ثلاثة والدتها التي لا تتوافق معها في كثير من الآراء الأفكار وبالطبع الأساليب، ووظيفتها التي لم تجد فيها حسب تصورها مجالا ممتعا مما يشجعها على الابتكار، ولا ما يؤهلها للترقي فيها، ومجتمعها الذي لم تجد فيه من يردم هوة وحدتها ويملئ فؤادها ويستأثر بعواطفها.
تتهاطل النصائح من المقربين والمطلعين على شيء مما تساررهم به (ش) من خفايا النفس، وعادة ما تعود عن نيتها، وتنحى إلى الهدوء والى جادة التفكير المختلف، فتنشغل مجددا بتفاصيل الحياة اليومية التي كانت ترفضها بالأمس وترغب بالخلاص منها، لكنها ما تلبث أن تغرق مجددا في اليوميات نفسها.
طلعت شمس ذات يوم على (ش) وهي غارقة في كآبة شديدة، إثر مناقشة حادة بينها وبين.. أمها، أدت إلى تصادم أقعدها الليل ساهرة محاصرة بالفكرة إياها والخلاص بالهروب ومن غير رجعة، وبدا الإصرار هذه المرة نهائيا، خاصة حين تعود إلى اجترار الإخفاقات المتراكمة التي أحدثتها الإقامة مع ذهنية ترى بأنها تبتعد عنها بأربعة عقود وهي مجبرة على التعايش معها تحت سقف واحد وتحت كل الظروف، الأمر الذي دفع بها للالتحاق بالوظيفة وهي لا تحتاجها، ثم دفعها إلى دخول المجال التجاري بلا خبرة أو دراية، وهو الأمر نفسه الذي دفعها مرارا إلى الالتحاق بكل دورة تدريبية حتى لو لم تندرج ضمن اهتماماتها أو احتياجاتها، كل ذلك فقط لكي تتجنب الوجود في البيت فترة أطول، مما يتيح للوالدة فرصة الانفراد بها والدخول في جدال معتاد كسرا للوحدة التي تكابدها تلك الأم هي الأخرى، عندها اكتشفت (ش) أنها تمارس الهروب منذ زمن وهي لم تبرح الخارطة والمجتمع والبيت، و بذلك بدأت تفقد نفسها وتتبدد راحتها، وتضيع أحلامها.
هكذا تعود بها الحيرة إلى دائرة الأسئلة.. ترى ما هو الحل وقد أوشك العمر على الخريف، والحال كما هي عليه من أكثر من ربع قرن؟ ومن ثم إلى دائرة القلق متمنية العثور على مرفأ آمن أو شريك متفهم.. شريك فقط ليعبر بها إلى الضفة الأخرى كما كانت تحدث نفسها.
كانت (ش) كلما سمعت حكاية إحدى (الفارات) من قيد التقاليد ومن ظلم بني القربى تعاطفت معها وأوجدت لها أعذارا ومبررات، قبل أن تخرج من جوفها زفرة تحسد بها تلك التي حظيت بالخلاص حسب اعتقادها.
حتى حانت ساعة الانفجار النفسي وقررت ضرب الحائط بالوظيفة والمؤسسة التجارية وبكل الشهادات المتراكمة، و.. بسجال أمها!
قررت (ش) أن ترى شمس النهار المقبل في جغرافيا أخرى، واستحضرت (س) ذلك العربي الذي أبدى يوما إعجابه بها، واستعداده لخطبتها لولا إدراكه التام لموقف أهلها الرافض القرب من أي غريب وبلا أي استثناء. لكنه اليأس حين يضرب أطنابه في الروح، يحاصر النفس ويغرقها في العمى فيدفع بها إلى التشبث ولو بالهواء ومجاهل القرارات المؤذية.
كانت خطواتها إلى مكتب شركة الطيران متسارعة لكنها مضطربة، كذلك وهي تتجه إلى سلم الطائرة. كانت الأفكار في ذهنها تتلعثم وهي تتلاطم، والكلمات تشتعل في داخلها بينما تنفث دخان أنفاسها الملتهبة. وحين همت (ش) بالدخول إلى الطائرة نمت عنها التفاتة إلى الوراء؟ فتدحرجت مشاعرها تسابق دمعاتها، وأدركت كم الخسارة التي تهرب إليها، وتذكرت نصيحة ذكرت يوما على مسامعها (أن احمدي الله أن لك أمّين)! لم تدرك (ش) معناها في حينه، لكنها أدركته حين لاح لها مجهول على بوابة المغادرة، وأدركت أنها حقا من المحظوظين.
لملمت ندمها وعادت أدراجها بأسرع من خفق فؤادها المتوتر، أقبلت على من حملتها في بطنها تلثم يدها وتقبّل رأسها، ثم تقبّل تراب الأرض أمها الثانية التي لا تزال تحملها، وبلا تذمر فوق ظهرها المعمور.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملاك
نائب مشرف عام
ملاك


عدد الرسائل : 1070
تاريخ التسجيل : 20/03/2008

اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح   اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح I_icon_minitimeالإثنين 9 يونيو 2008 - 16:06

مشكور على الابداع


والتميز بهذي القصه القصيره


وفعلا لن نقدرنتخلى عن وقائع بحياتنا


تكون مصيره



تسلم وسلمت يمينك على ماقدمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اليأس.. حين يضرب أطنابه في الروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منـــــــــــــــــــــــــازل يافــــــــــــــــع :: منـــــــــــــازل يافـــــــــــــــــــع العـــــــــــــــامــــــــــــــــــــة :: منـــــــــــــزل يـــافـــــــــــــع العــــــــــــــــــــــــام-
انتقل الى: