بدأت أمس فعاليات مؤتمر دبي الرياضي الدولي الثالث حول صناعة الاحتراف الرياضي، الذي ينظمه مجلس دبي الرياضي، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي في فندق انتركونتننتال فيستفال سيتي.
شارك في المؤتمر الذي يستمر يومين أكثر من ''''700 شخصية من داخل وخارج الدولة يمثلون مختلف الهيئات الرياضية والاتحادات والأندية والمؤسسات المعنية، فيما تحدث أمام المؤتمر 27 خبيرا حول القضايا المتعلقة بالاحتراف الرياضي ودوري المحترفين.
حضر افتتاح المؤتمر والجلسة الأولى الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم بطل الإمارات الذهبي ومعالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة ومطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي وسلطان صقر السويدي عضو المجلس الوطني الاتحادي وإبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة والشخصيات الرياضية والمسؤولون بالمؤسسات والاندية والاتحادات الرياضية والمؤسسات الخاصة المعنية بالرعاية الرياضية.
وألقى الدكتور أحمد سعد الشريف الأمين العام لمجلس دبي الرياضي كلمة مجلس دبي الرياضي استشهد فيها بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي '' أنا وشعبي نحب المركز الأول، معتبرا هذا القول توجها أطلقه سموه''.
وقال الشريف: ''لم تكن مجرد كلمات بل قدم سموه القدوة الرياضية والمثل الأعلى وبقيادة حكيمة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم واجه مجلسنا تحديا كبيرا لترجمة هذا التوجه إلى انجازات رياضية تليق بمكانة الدولة''.
واستعرض الشريف ما تحقق من وراء تنظيم مجلس دبي الرياضي المؤتمر الأول والثاني، وقال إنه بناء على توصيات المؤتمر الدولي الأول 2006 تطلب الدخول فى عصر الاحتراف الرياضى تطوير البنية التحتية للرياضة، مشيرا الى أن المجلس نجح خلال فترة قصيرة نسبيا فى قيادة عملية التحول الإداري نحو تطبيق الادارة الاستراتيجية بالاندية بما تتطلبه تغيرات الهيكلة التنمية والنظم الإدارية والمالية والتقويم الدوري وفقا للمؤشرات والمعايير العالمية.
وقال: ''بنظرة نحو المستقبل في انتظار المؤتمر الدولي الرابع 2009 نعدكم بمفاجأة سوف تسعدكم وتكون هي حجر الأساس لهذا المؤتمر وسوف يعلن عنها في الوقت المناسب''.
وأوضح أن المجلس كان أول مؤسسة في الدولة تنظم الاحتراف من خلال اصدار أول لائحة لأوضاع اللاعبين، مشيرا الى أن المجلس يقوم بدور هام كمحكمة رياضية للبت في النزاعات الرياضية وغير الرياضية بين اللاعبين وانديتهم في دبي.
وبدأت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور أحمد سعد الشريف وسط حشد كبير من الحضور، وكان الدكتور محمد خير مامسر وزير الشباب والرياضة الأردني السابق أول المتحدثين عندما بدأ كلامه قائلا: ''سوف أتحدث بلغة يغلفها القليل من التشاؤم واستعرض تاريخ الحركة الأولمبية من بدايتها، مؤكدا على أنه برغم فوائد الاحتراف إلا أن مضاره كثيرة لا سيما على النشء من النواحي التربوية والنفسية والصحية طالبا تدارك تلك المضار مبكرا حتى لا تكون النتائج وخيمة على النشء والجمهور والحركة الرياضية .
وأشار إلى الأسباب التي دعت إلى توقف الألعاب الأولمبية القديمة بعد أكثر من 1200 سنة من الاستمرار عندما دخل إليها الانحراف والاحتراف والفساد، وبعد أن كان البطل الأولمبي قديما بمثابة نصف إله تغير الحال تماما ثم بدأ الاحتراف في العصر الحديث ببريطانيا عام 1888 وبعدها دخل فرنسا، وأقيمت أول دورة أولمبية عام 1896 على مبادئ الهواية، ولم يكن يسمح للمحترفين بالمشاركة، ورسخ هذا المفهوم كوبرتان أبو الحركة الأولمبية الحديثة عندما قال:''ان الشيء المهم في الألعاب الأولمبية هو المشاركة والكفاح وليس الفوز''.
وتحدث الشيخ محمد بن صقر القاسمي رئيس نادي رأس الخيمة فقال: ''أشكر سمو الشيخ حمـــدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي على رعايته لمثل هذا المؤتمر المهم، وكذلك المهندس مطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي.
وأشار الى التشريع في الاحتراف، وقال: ''لقد بدأت منذ سنة تقريبا تظهر نغمة الاحتراف، وفوجئنا أنها عندما طرحت كفكرة خرجت كقرار، وكان الأمر مفاجأة للجميع، وبالطبع كانت هناك أندية متميزة بالإمكانات، وأخرى تحتاج إلى سنوات، وأنا شخصيا كنت أتمنى أن تأخذ الفكرة سنوات حتى تتحول إلى حقيقة واقعة، لكننا لا نستطيع إيقاف السفينة عن الإبحار''.
وأضاف: ''للأسف عندما يطرح الاحتراف فكثير من اللاعبين لا يعرفون عن معنى الاحتراف سوى الجانب المادي فقط، وهذا يعني أننا نحتاج إلى فترة حتى نكتسب ثقافة الاحتراف، كما أن البعض يتصور أنه عندما نطبق الاحتراف فإن ذلك يعني أننا وصلنا، وننسى أن بريطانيا التي تعد أول من طبقت الاحتراف لم تحصل على كأس العالم سوى مرة واحدة، في حين أن دول أمريكا الجنوبية التي طبقت الاحتراف متأخراً كان لها نصيب الأسد من الفوز بالمونديال، وهذا يعني أن النجاحات لا تأتي بالاحتراف وحده ، كما أن هناك دولا عربية كثيرة سبقتنا في تطبيق نظام الاحتراف ومع ذلك لا تزال تراوح مكانها بسبب تطبيق الجانب المادي فقط.
رئيس ليون: أرباحنا السنوية \100 مليون درهم
دبي - حول الفكر التجاري لإدارة الأندية وتحويل الجماهير إلى عملاء تجاريين، عقدت أمس ندوتان، في إطار اليوم الأول لمؤتمر دبي الدولي الثالث.
ترأس الندوتين المهندس مطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي منظم المؤتمر وحاضر فيها جان ميشيل ولاس رئيس نادي أولمبيك ليون الفرنسي حامل لقب الدوري المحلي سبع سنوات متتالية كللها هذا الموسم بثنائية الدوري والكأس، وبيتر درابر المدير السابق لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.
تحدث رئيس نادي ليون في الجزء الأول من الندوة حول إدارة الأندية كمؤسسات تجارية، مشيراً إلى أن مدينة ليون الرياضية التي أسسها ناديه كواحد من المشروعات التجارية الضخمة لديها برامج تسمح لها بالتعاون مع مدينة دبي الرياضية ومن المنتظر أن يبدأ هذا التعاون بتأسيس أكاديمية لكرة القدم في دبي تعنى بالمواهب الصغيرة والشباب على غرار عدد من الأكاديميات التي أسسناها أو نشرع في تأسيسها سواء بفرنسا أو آسيا وقد أبرمنا في هذا الصدد اتفاقاً للشراكة مع اليابان وفي المستقبل القريب سنعود إلى دبي للمشاركة في فعاليات رياضية وبحث أوجه التعاون القريب.
مدير مانشستر : الجماهير أهم مصادر الثروة
تحدث بيتر درابر المدير السابق بنادي مانشستر يونايتد حول أهمية تحويل الجماهير إلى زبائن وشركاء باعتبارهم الاستثمار الأكبر والانطلاقة الحقيقية لكل الجهود الاقتصادية بالأندية، وضرب مثالاً بالنادي الإنجليزي، مشيراً إلى أن أرباحه من حصيلة بيع تذاكر المباراة الواحدة تصل إلى 5 ملايين دولار، وهم يحصلون من الجماهير هذه العوائد المرتفعة منذ 50 عاماً وهو ما يذكرني بما كان يؤكد عليه السير أليكس فيرجسون من أن الجماهير هم العنصر الأكثر أهمية للأندية بعد الفريق نفسه وهو ما تغفل عنه الكثير من المؤسسات الرياضية.
وقال: ''العمل التجاري الاحترافي في مجال الرياضة الآن يركز على تحويل المشجعين إلى عملاء، لكن ما هي نقطة البداية؟.. أولاً علينا أن نعرف من هم مشجعونا وأن نعمل على فهمهم جيداً وبدون ذلك لن نتواصل معهم وعلينا أن نسأل أنفسنا دائماً بعد أن نضع أنفسنا موضع المشجعين: هل هذا كافياً؟.. ونحن عندما ننشئ لهم الملاعب والاستادات ونحقق البطولات علينا دائماً أن نسأل أنفسنا هذا السؤال لكي تكون لدينا رؤية لما يمكن استكماله وصولاً إلى شراكة حقيقية مع المشجعين.
أحمد بن حشر: الاحتراف يبدأ من البيت
تحدث البطل الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر عن مسيرته الحقيقية التي بدأت عام ،1998 وإيمانه بأن الإنسان يولد بموهبة وشخصية، وعلى الأسرة أن تتبناها وتنميها، وقال: ''الاحتراف يبدأ من البيت ومجتمعنا العربي يختلف عن الأجنبي، لكن ينقصنا بعض المقومات وأهمها النظام، وإذا نظرنا إلى أجيالنا والأجيال التي بعدنا نجد أن النظام عندهم في الواجبات أقل من الأجيال التي مضت، ونحن كرياضيين علينا أن نتبنى الفكر الحقيقي للاحتراف، فأنا منذ 12 سنة أحاول أن أجر جيلا جديدا لرياضة الرماية وأقولها صراحة، لقد عجزت، وعندما تأتي بلاعب لا يستمر أكثر من شهر وبعدها تبدأ الأعذار''.
وأضاف: ''الشيء الثاني يكمن في ضرورة الاهتمام بالرياضة في المدرسة، ففي السابق كانت حصة التربية الرياضية إجبارية ومفيدة، أما الآن فتحولت إلى اختيارية ويهرب منها أغلب الطلاب، والأمر الثالث يتعلق بعملية الوعي عند الآباء، وكما أنه ليس من المعقول أن تكون لدينا أكاديميات للعبة كرة القدم وحدها والرياضات الأخرى ليس لها أكاديمية، وبالنسبة لنا باتحاد لا يملك ميدانا للرماية، وحصلنا على ذهب الأولمبياد''.
وتطرق الشيخ أحمد بن حشر إلى نظرته للاحتراف، فقال: ''لابد أن تكون نظرة المحترف أبعد من النطاق المحلي والقاري حيث يجب أن تتجه صوب العالمية، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لا يرضى سوى بالمركز الأول، كما لابد أن تكون هناك محاسبة في نهاية كل موسم، فأفضل لي أن لا يكون لدي محترف من أن يكون لدي محترف غير منتج، فأنا كنت مجموعة محترفين في شخص واحد، وكنت راميا ومدربا ومعالجا وطبيبا نفسيا، وأتمنى ألا يمر بها أي محترف''.