الحرامي عندما يكون أمين

كان هناك رجلٌ يعيش في قريةٍ صغيرة يدعى أمين عُرف عنه الصلاح والفلاح وحب الخير والصدق والتصدق على الفقراء والمساكين وكان ذا سمعة معروفة عند أهل القرية من صغارٍ وكبار رجال ونساء

وكان أمين ليس له مهنة إلا ان يحث الناس على الخير وحب الخير والبعد عن الشر وذلك يكون سبباً في زيادة الخير فقد كان يقول

عليك أن تثق في من يحسن إليك وأن تصبر إذا اشتد البلاء عليك وأن الخير يسبقه طعم المرارة وما تمنيت اليوم غداً سوف يأتيك))والناس تقف احتراماً وإعجابا بما يقوله أمين

وبعد انتهاء الخطبه انصرف الناس إلا رجلاً مسناً ما برح في مكانه ممسكاً بعصاته ذا اللحية البيضا والوجه المتجعد والثوب الذي لا يعرف بياضه من سواده : يقف وكأن الأرض تصفق وهو ينتفض



نظر إليه أمين وهو يبتسم كعادته بعد إنتهاء كل خطبة يقف عنده من هو محتاج إلى المال

وقال له مثل ما قال لكثير من الناس سوف أعطيك مالاً ولكن عليك ان تخبرني أين تضع هذا المال أخشى عليك من سارق يسرق المال إن وضعته في مكان غير آمن



فأجاب الرجل المسن وكأن روحه سوف تطلع بسبب ضيق تنفسه أضع المال في الخزانه وهي في غرفة النوم ثم مد يده فأعطاه المال وهو يبتسم



وعندما حل الظلام والناس في سبات عميق خرج أمين كعادته ذو الثوب الأسود بعد ان كان يرتدي في النهار الثوب الأبيض

ووضع القناع على وجهه حتى اصبح جسده مغطى بالسواد لا يرى منه سوى عينيه ثم ذهب أمين إلى بيت الرجل المسن وفتح الباب كعادته مستخدماً حديدة ثقيلة يضعها تحت الباب ثم يطأ بقدمه اليمنى



ليرفع الباب قليلاً ثم بيديه يدخل حديده كالسكين ليفتح القفل من الداخل فيدخل أمين في بيت الرجل المسن بهدوء متجهاً نحو الغرفة التي فيها الخزانه



وعندما فتح الخزانه لم يجد المال فشعر بالقلق والتعجب قائلاً : اين وضع المال الذي اعطيته ثم نظر إلى المسن وهو نائم

وبدأ يبحث في غرفته واثناء وهو يبحث وقع كأس فنكسر ونهض المسن وهو خائف قائلاً

ايها السارق ماذا تريد ؟

فقال أمين ألم اقل لك ضع المال في الخزانه ؟



فقال الرجل المسن :ماذا ؟

فقال أمين أين المال ؟ وإلا قتلتك فلم يجيب المسن فينظر إليه أمين لعله أصيب بحالة إغماء وخرج مسرعا من منزله متجها إلى بيته



وهو في طريقه وجد رجلا يسير فلحق بأمين حتى أمسك به وقال له : من أنت ؟



قال : أنا أمين وقد كنت أتصدق



وسرعان ما أبعد يده وهو يعتذر منه ويدعوا له ثم ذهب الرجل وأكمل أمين السير وهو يلتقط أنفاسه ودخل بيته وإذا بزوجته ترى أثر التعب عليه

وقالت له أرزقك الله بمال كما رزقت في كل ليلة تجد مالا في الطريق

قال نعم وهو يتصبب عرقا ولكن تصدقت به ثم انصرف عن زوجته ولم تنته زوجته من الحديث بعد



وعندما أشرقت الشمس خرج أمين بعد سماع صراخ وأصوات قد مات قد مات

وهو الرجل المسن قد مات ثم عاد وأغلق باب منزله



فلا يعلم ماذا يقول لهم وخرج مرة آخرى وكان يحدث نفسه وقال بصوت يكاد لا يسمع ادفنوه ثم عاد إلى منزله وهو يبكي



جاءت زوجته محاولة التخفيف عنه وأن يدعوا له بالرحمة



وبعد مرور أيام و بعد وفاة ذالك الرجل المسن اصبح أمين في حال يرثى له المال ينقص والطعام ينقص



ولا يتحدث أمام الناس وكان في كل ليلة يصلي يطلب التوبه والمغفرة من الله



وزوجته تقول له يا أمين ألم يرزقك الله فقد مضت أيام ولم تأت بمال كما كنت في السابق

فقال وعيناه تنظر إلى السماء



أحدث الناس عن الخير ونفسي تحدثني عن الشر ، وعندما تشرق الشمس لها ثوب أبيض وعندما تغيب الشمس لها ثوب أسود



أصافح الناس بكفٍ طيب وإن أدبروا على ظهورهم خناجر تطعن





فبعد ان سمعت زوجته قول زوجها أمين بكت وطلبت الطلاق فورا وذهبت وتركته وحيدا





وعندما أشرقت الشمس والناس جمع عند منزل أمين وكل رجل يحدث الآخر ماذا حل به

لم يعد لديه مال ولا طعام ولا زوجه ولا حديث نستفيد منه



فخرج أمين وقال لهم



الحرامي عندما يكون أمين
__________________