حذار من تسرب الأسرار الزوجية
كل البيوت لا بد ان تمر بزوبعة من المشكلات الخاصة التي سرعان ما تتلاشى إن لم تجد ريحا مفاجئة تثيرها
ولكن نجد بعض النساء إذا حلت بهن مشكلة قمن بإذاعتها ونشرها بين الأهل والأصدقاء بحجة المشورة وطلب الرأي أو بحجة الفضفضة عن النفس وتخفيف الحمل .
ويقمن أثناء السرد بإخراج ما في جعبتهن من مساوئ الزوج مع إخفاء المحاسن طبعا .فترتسم في الأذهان صوره مشوهه لذلك الزوج المسكين ممايؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين وذلك في الغالب ولكن الصورة السيئة لذلك الزوج تضل تعشش في الأذهان .ول أعلم كيف تعود تلك المرأة الى ممارسة حياتها الطبيعية بصدق بعد ما أذاعت كل أسرارها وأصبحت حياتها قصة على كل الشفاه .
إذا المرأة العاقلة هي التي تحفظ أسرارها الزوجية وتقوم بحلها بينها وبين زوجها بعيداَ عن العيون المتطفلة . ولكن إذا تأزم الحال ونفدت كل الخطط في حل مشكلتها لها أن تلجأ إلى أقرب الصديقات ممن يوثق بدينها وخلقها وأمانتها وحنكتها وحسن رأيها فتستشيرها في أمرها ,
( كلا الزوجين مطالب بكتمان أسرار زوجه وبيته، وهذا أدب عام حث عليه الإسلام ورغب فيه، سواء كانت تلك الأسرار خاصة بالعلاقة الزوجية أو بمشكلات البيت، فخروج المشكلة خارج البيت يعني استمرارها واشتعال نارها، خصوصاً إذا نقلت إلى أهل أحد الزوجين حيث لا يكون الحكم عادلاً – في الغالب – لأنهم يسمعون من طرف واحد، وقد تأخذهم الحمية تجاه ابنهم أو ابنتهم.
أما بالنسبة للعلاقة الخاصة بين الزوجين فيجب أن تكون لها حرمتها، وقد حذر الرسول – صلى الله عليه وسلم – تحذيراً شديداً من إفشاء تلك العلاقة، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها".
وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال:
"لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ".
فأرم القوم – أي سكتوا ولم يجيبوا – فقالت: إي والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم يفعلون. قال: "فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون".
غير أنه يجوز الحديث عن علاقة الفراش في حالات الضرورة والاستفتاء والعلاج، وكل يقدر بقدره، وحفظ سر الزوج عموماً، وسر الفراش خصوصاً، دليل على صلاح الزوجة وكمال عقلها، قال تعالى : {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفـظ الله} (النساء/43).
وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: "يدخل في قوله وجوب كتمان كل ما يكون بينهن وبين أزواجهن في الخلوة، ولا سيما حديث الرفث، فما بالك بحفظ العرض؟".
فعسى أن يصل معنى هذه الآية إلى نساء عصرنا اللواتي يتفكهن بإفشاء أسرار الزوجية ولا يحفظن الغيب فيها. )
د : وفاء العسّاف