كان باستطاعته ان ينتحر في اي مكان او عن طريق الشنق او المسدس ولكن ارد
ان يكشف عن االاطهاد والذل والفقر
حاول السفر إلى أهله عدة مرات لكنة لم يستطع
أخبار الوطن: انتحار شاب في قلب العاصمة صنعاء رمى بنفسه من على أحد الأنفاق هروبا من مآسي اليمن الجديد
الأحد 20 إبريل-نيسان 2008 / مأرب برس - تقرير-علي الشاطبي – تصوير- عبدالعزير الشويع – خاص
لم يكن اليوم الأحد عادياً بالنسبة لقاطني شارع المطار(الجراف),الذين فزعوا لسماعهم جريمة انتحار هي الأولى في منطقتهم,لم يكن المنتحر من ابناء المنطقة,ربما خفف ذلك من وقع الصدمة,ولكن هناك مااستدعى الفضول لدى اولئك الناس المنهمكين في البحث عن مصدر للرزق.
الواحدة ظهراً..شاب في العشرين من عمره,يجول بنظراته المنطقة في رمق اخير لحياة ستنتهي بعد دقائق او ربما ساعات,السيارات التي كانت تمر بسرعة,اخذت حيزاً واسعاً من تفكير ذلك الشاب من ابناء محافظة حجة,لقد حصل على مبتغاة,وحدها السرعة يمكن ان تعجل بوصول ورقة موته,لم يحتار في رسم ملامح رحيله,نظر الى الجندي الذي يرابط في احدى الدوريات فوق نفق الجراف,وابتسم في وجه الجندي الذي حاول هو وبقية جنود الدورية منعه من الإنتحار منذ صباح اليوم,ولكنه لم يكلف نفسه عناء لملاحقتهم المستمرة له,انسحب فجأة وبصمت,لم يعد يعرف الجنود اين ذهب,وكذلك صاحب احدى 'البقالات'التي بجوار النفق,لقد احسوا بأن شيئاً ما سيحدث,ولكن اين, فهم يعرفون بأن الشاب متشائم من الحياة,انه وحيد أسرة,وتقريباً معيلها الوحيد,هكذا تحدث البعض,بينما آخرين,فضلوا نعته بالمجنون,ويتفق في وصفه بالمجنون سائقي الباصات,الذين تحدثوا قائلين'لقد مررنا اكثر من مرة وهو يمشي ببط,تحت النفق,ويُحدث نفسة,لقد كان مجنوناً'..لم يوافق على وصفة بالمجنون احد رجال الدورية..رفض حتى نعتة بأي شيء..وبحزن شديد تكلم معنا:
لقد تحدثنا معه في المرتين التي اعدناه من تحت النفق,كان يائساً من كل شيء في هذه الحياة,حاولنا إقناعه لكنة كان قد اتخذ قراره,إذ اختفى فجأة,ولم نراه بعد ذلك الأ وقد رمى بنفسه امام إحدى السيارات المارة من تحت النفق مضرجاً بالدماء,لم نتوقع ان الشاب قد انتحر,الإ عندماً سارعنا بالوصول الى هناك,كان الناس قد تجمهروا,وآخرين كانوا مازالوا يتوافدون الى منطقة النفق,الحركة شلت لدقائق,علامات حزن وحسرة شديدة ودموع تساقطت,سيارات توفقن تحت النفق,وشاب تناثرت جثته,رواية ماحدث تصبح مأساة في حد ذاتة,وصلنا الى مكان الحادث,لقد توسط النفق من تحته,وحسب تحليل الحادث لقد وقف على الرصيف ورمى بنفسة امام سيارة,دهستة وهي مسرعة,لم نعرف نوع او ماركة السيارة لكون السيارات دائماً تمر مسرعة,فتحت النفق يعتبر خط طويل.
كنا نريد ان نصل الى مكان الحادث,للتصوير واخذ التصاريح,الأ ان سيارة الإسعاف كانت قد سبقتنا الى هناك,ولملم فريقها الجثة التي احتوتها مساحة بطول ستة امتار وعرض الخط بإتجاة المطار.
بحثنا كثيراً علنا نجد دليلاً وحداً دفع بالشاب الى الانتحار,ولم يكن إمامنا الا اللجوء الى رجل ستيني كان اربعيني كان الشيب قد بدأ يغازل كامل لحيتة,يجلس بجوار بوابة'لوكندة' اقتربنا منة,وهو ينظر الينا,كان يحاول بنظراتة ان لايبدي اي نوع من المبالاة,لكنة كان ايضاً بحاجة الى التحدث,قال لنا:مر الشاب من امامي وجلسنا مع بعضنا لعشر دقائق ان لم تخوني ذاكرتي.كان يندب حظة بمرارة,فهو يحاول ان يسافر منذ فترة,الى'حجة'المحافظة التي تسكن فيها عائلتة,التي كما قال انه معيلها الوحيد,حالتة المادية لم تسمح له بالسفر,وعزة نفسه ابت ان تحول منه شحاتاً,وغلاء المعيشة لم يوجد له مفراً عدا الانتحار,بحث كثيراً عن عمل,وجاع في مهمة لم يكن يرغب من خلالها الأ البحث عن مصدر رزق لأسرته.
'سحقاً يابني لهذه الحياه وهذا الوطن الذي لا يوفر قوت ابنائه'..