موقف النبي صلى الله عليه وسلم من الطفل اليتيم

زائر

بسم الله الرحمن الرحيم

من حكمة الله – عز وجل – أن النبي صلى اله عليه وسلم ولد يتيم الأب ثم ما لبث أن فقد أمه وهو في سن السادسة من عمره ولعل في ذلك مواساة لكل يتيم من أمته صلى الله عليه وسلم فعندما يعلم الطفل اليتيم أن خير البشر وأفضل البشر ولد يتيماً فإن في ذلك أسوة له ومواساة ودافعاً له على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم , ولقد كان عنايته صلى الله عليه وسلم بالطفل اليتيم من خلال أقواله و أفعاله ومواقفه عناية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً وصدق الله عز وجل : (( ومآ أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) سورة الأنبياء , الآية 107 .

معلوم أن مرحلة اليتيم ما كانت قبل سن الاحتلام فإذا حصل الاحتلام (( البلوغ )) انتفت عن الطفل صفة اليتيم , عن لي رضي الله عنه قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يتم بعد الاحتلام )) وها نحن نذكر قبساً من كلماته ومواقفه صلى الله عليه وسلم في ذلك الشأن :

1- أخرج البخاري عن سهل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما )) وهذه بشرى عظيمة لمن كفل يتيماً وقام على أمره و أحسن إليه .

2- وروى البيهقي عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه , أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين يشير بأصبعيه )) ويصف صلى الله عليه وسلم علاجاً فعالاً لقساة القلوب والتي لم تعد تشعر بنعمة الله عليها فيصف لها العلاج .
3- أخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى والنبي صلى الله عليه سلم رجل يشكي إلية قسوة قلبه فقال : (( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك , أرحم اليتيم وأمسح رأسه و أطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك ))
4- وعن أبي شريح خوليد بن عمرو والخزاعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( اللهم إني أحرج حق الضعيفين : اليتيم والمرأة )) قال النووي رحمه الله معنى أحرج :ألحق الحرج وهو الإثم بمن ضيع حقهما و أحذر من ذلك تحذيراً بليغاً و أزجره زجراً أكيداً .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواسي الأطفال الذين استشهد آباؤهم فأصبحوا أيتاماً فعن أسماء بنت عميس قالت : لما أصيب جعفر و أصحابه دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دبغت أربعين منيئة وعجنت عجيني وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ائتيني ببني جعفر )) قالت : فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي مايبكيك ؟ أبلغك عن جعفر و أصحابه شيء ؟ قال: (( نعم أصيبوا هذا اليوم )).
وعندما رجع جيش المسلمين من غزوة مؤتة التي استشهد فيها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلهم راكباً على دابة ومعه أهل المدينة وخرج معهم الصبيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خذوا الصبيان فاحملوهم و أعطوني ابن جعفر)) .
فانظر إلى رحمته وشفقته ومواساته صلى الله عليه وسلم . لهذا الطفل اليتيم صلى الله عليك يا أرحم الناس و أكرم الناس يا صاحب الخلق العظيم والقلب الكبير

فائق إحترامي وتقديري .

جزاك الله خير

مشكور