أكد أنهم مع كل مطالب عادلة لأي فرد من أفراد الشعب سلمياً
أخبار الوطن: حميد الأحمر: ما يحدث في الجنوب وغيرها لن يحل بالدبابات وإنما بالاعتراف بوجود مشاكل حقيقية يجب حلها بشجاعة
السبت 19 إبريل-نيسان 2008 / مأرب برس - عبد الحكيم هلال : المصدر
قال الشيخ حميد الأحمر أن ما يجري في الجنوب وغيرها في بعض المحافظات الشمالية لن يكون حلها بالمواجهات العسكرية وإخراج الدبابات إلى الشوارع، والاعتقالات خارج القانون.. ولكن الحل الحقيقي والعملي سيكون من خلال الاعتراف بوجود مشاكل حقيقية يجب حلها بشجاعة، وذلك يتطلب أولا صدقاً مع الله ومع النفس والوطن.
وأضاف في اتصال هاتفي أجرته معه "المصدر": لكن هذا لا يعني أبداً رضانا عن بعض المطالب الشاذة التي ترفع شعارات انفصالية ضد وحدة الوطن، أو مع التخريب والتكسير.. فنحن مع استقرار الوطن والحفاظ على وحدته. واستدرك قائلاً: ما أريد أن أؤكده هنا هو أننا مع كل مطالب عادلة لأي فرد من أفراد الشعب، بطريقة سلمية، وضد أي ممارسات خاطئة سواء أتت من السلطة أو من المواطنين أنفسهم.
وبخصوص الاعتقالات التي تمت في محافظات عدة نتيجة لتلك الأحداث، أكد الشيخ حميد – الذي يتواجد خارج البلاد حالياً – أن السلطة ليست بحاجة لمثل تلك التصرفات وليس من مصلحتها ذلك، وأنه بمقدورها تجنب ذلك كله من خلال اختيارها حلولا أخرى سلمية كما تعمل الكثير من الدول الديمقراطية في مثل هذه الأزمات والمظاهرات.. وقال: كنت من باب الحرص على عدم حدوث مضاعفات وتوسع أكبر للمواجهات، قد اتصلت بالأخ الرئيس وتحدثت معه حول اعتقال الفنان فهد القرني، فأكد لي أن الأخ "فهد" صدرت منه تصرفات غير قانونية، وأنه يجب أن يحاكم عليها أمام القضاء. وواصل: وعلي ضوء ذلك اتفقت مع الرئيس أن يتم إطلاق سراحه حاليا ويحال إلى المحكمة، على أن أضمن حضوره أنا. واستغرب الشيخ حميد أن ما اتفق بشأنه لم يتم تنفيذه حتى الآن. وقال لا أدري من السبب وراء عدم التنفيذ. وتساءل: هل يكون السبب - مثلاً - وزير الداخلية الذي تواصلت معه مباشرة بعد الاتفاق مع الرئيس، واتفقنا على إطلاق القرني بضمانتي الحضورية.
واعتبر الشيخ حميد الأحمر أن ما تقوم به السلطة حاليا من اعتقالات - لا تتفق مع روح القانون - إلى جانب عدم إدراكها أو تجاهلها لما يمكن أن تقع من نتائج، وهي في الحقيقة بتلك التصرفات تزيد من منسوب الاحتقانات.
أما ما يمكن اعتباره حلا من قبل السلطة بالتعجيل في انتخاب المحافظين من الهيئات المحلية للمجالس نفسها، فيرى أن مثل هذا الإجراء – كما تحدث الكثير قبله- ما يزال منقوصا وغير مكتمل. وقال: كان الأولى التأني وإعداد مشروع قانون بديل للحكم المحلي يتم فيه معالجة كافة المشاكل القائمة، ويترك فيه انتخاب المحافظين للمواطنين مباشرة.
ويعتقد أن هذا الاستعجال المفاجئ من قبل السلطة، قد يكون وراءه أهداف مخفية ربما تسعى من خلالها إلى تمرير الانتخابات بالطريقة التي تريدها.
أما إذا كان هناك آراء تعتقد أن هذا هو الحل المناسب لامتصاص ما يجري من احتقانات وأحداث، يؤكد الأحمر، أنه "اعتقاد خاطئ ". وفيما أنه لا يقلل من أهمية أن يكون لكل محافظة محافظ مختار من أبنائها.. لكنه يشدد على أنه حل منقوص وغير مكتمل. فبالإضافة إلى ما سبق طرحه من ضرورة أن يكون انتخاب المحافظ مباشرة من قبل المواطنين أنفسهم، فإنه يرى أيضاً أنه "حتى لو تم ذلك مباشرة من قبل الشعب" إلا أن حل مشاكل البلاد - في الحقيقة - أكثر من مجرد انتخاب المحافظين.
ودعا السلطة للنظر بصدق ومسؤولية وطنية إلى المشاكل من كافة النواحي والزوايا، حتى تستطيع أن تقدم حلولا مناسبة كلية لا جزئية. وذلك إن كانت حقاً تسعى لتجنيب البلاد المزيد من الكوارث