عدن «الأيام» صلاح القعشمي:
شيع الآلاف من أبناء محافظه عدن وبعض المحافظات أمس جثمان الشهيد صالح أبوبكر السيد اليافعي شهيد التصالح والتسامح في موكب جنائزي مهيب إلى مثواه الأخير بمقبرة أبو حربة بمديرية البريقة، شارك فيه عدد من الفعاليات السياسيه ومنظمات المجتمع المدني وحشد كبير من المواطنين وسط تواجد أمني ملحوظ لم يمنع الجموع من السير، وأغلق الطريق لتسهيل سير الموكب.
وتوعد المشيعون قتلة الشهيد بالثأر، محملين السلطة المسئولية كاملة، كما طالبوا بالإفراج عن كافه المعتقلين من قادة الحراك في الجنوب والنشطاء السياسيين والحقوقيين والمعلمين والطلبة.
وانطلق المشيعون من مستشفى الجمهوريه في خورمكسر إلى شارع التسعين بالمنصورة، حيث تسكن عائله الشهيد، وأقيمت عليه الصلاة، ثم تحرك الموكب إلى مقبرة أبو حربة.
ورفض المشاركون، الذين حملوا شعارات تندد بالاعتقالات، ما أسموه عسكرة الحياة المدنيه وسجن الأبرياء وبقاء الجناة طلقاء، رافعين شعارات تعاهد الشهداء على السير ومواصله النضال، وتدعوا للإفراج الفوري عن المعتقلين، وتطالب بوضع المجرمين في السجون بدلا من الأبرياء، ورافعين الأعلام السوداء وصورة الشهيد وصورا لقاده الحراك الجنوبي.
الفقيد صالح أبوبكر محمد السيد الهدار اليافعي من مواليد 1962/6/25، متزوج وأب لتسعة أولاد ( 5 بنات و 4 ذكور).
والفقيد ينتسب إلى أسرة دينية لها باع طويل في نشر العلم، وإصلاح ذات البين في العهد القبلي (قبل الثورة)، فحظيت تلك الأسرة باحترام الجميع، فعملوا على تأسيس ضريح لجده محمد بن هادي (مزار سنوي استمر حتى التسعينات من القرن الماضي).
تلقى تعليمه في مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ثم التحق بالمدراس الحكومية (مدرسة السلام الفيض) بعد جلاء الاحتلال البريطاني، لكنه ترك الدراسة بسبب مرض ووفاة والده، ليعمل ويعيل أسرته إلى جانب تربية إخوته (4 بنات وولدين)، وهو في سن مبكرة (12 عاما)، وكذا رعاية والدته حتى آخر يوم من حياته (13 يناير 2008)، وكان لهم جميعا راعيا وأبا ومعلما.
كان مثالا في الأخلاق ووفيا مع أصدقائه وأقربائه، وعنصرا فاعلا في حل قضايا الناس، سواء في إطار منطقته أم في خارجها.
تميز بالصدق والصراحة، فلا تأخذه في الحق لومة لائم، ينتقد الخطأ أينما كان حتى مع أقرب أقربائه.
كسب محبة واحترام الناس، ليربط علاقاته وصداقاته بكل من اتصل به.
انتقل للسكن في عدن عام 2003، وسرعان ما التف حوله البعيد قبل القريب من الناس لمساهماته في الحي الذي يسكنه في المنصورة (شارع التسعين).
كان مثابرا ودائم الاطلاع على كل ما يجري في الوطن وخارجه، وكان دائما ما يشعر بالحسرة لشكوى الآخرين من المظالم، لذا كان حاضرا ومشاركا في كل الفعاليات والاعتصامات السلمية في الجنوب، لا لشيء سوى للمطالبة باستتباب الأمن والاستقرار وإعادة الحقوق المسلوبة.
وبما أن مبدأه الدائم هو التسامح والتصالح فقد كان حاضرا في مهرجان التصالح والتسامح في ساحة فرزة الهاشمي بالشيخ عثمان في 2008/1/13، فاغتيل بدم بارد دون أي جرم، فله الخلود ولأسرته وأقربائه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه لراجعون.
وخلال 3 أشهر نصبت أسرته خيمة التسامح والتصالح في المنصورة في عدن، وتضامنت معها جموع كبيرة من مختلف الفعاليات من العديد من المحافظات، وطالبوا بتسليم القتلة للعدالة وفق النظام والقانون، لكن أجهزة الأمن هدمت الخيمة في صبيحة 2008/3/31، دون تسليم الجناة.
وسوف يتم استقبال العزاء من قبل أسرة الشهيد ابتداء من يوم الجمعة 2008/4/18 في مسقط رأسه قرية خيلة بمديرية الحد يافع محافظة لحج، لمدة 3 أيام.