حذر صندوق النقد الدولي من عواقب وخيمة يمكن أن تتطور إلى حروب في العالم، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، داعياً إلى التحرك للسيطرة على التضخم، والتشديد على مكاسب التنمية التي تحققت في السنوات الخمس أو العشر الماضية، وإلا فإنها ستتعرض للتدمير بالكامل.
وقال المدير العام للصندوق دومينيك ستراوس إنه «إذا واصلت أسعار المواد الغذائية حركتها الجارية اليوم فإن النتائج ستكون رهيبة». وأضاف أن «مئات الملايين من الأشخاص سيموتون جوعاً ما سيؤدي إلى خلل في البيئة الاقتصادية».
وقال ستراوس في ختام الاجتماع الفصلي للصندوق «إن مكاسب التنمية التي تحققت في السنوات الخمس أو العشر الماضية ستدمر بالكامل»، محذراً من أن الاضطرابات الاجتماعية يمكن أن تؤدي حتى إلى حرب. وأوضح «كما نعرف وكما تعلمنا من الماضي، هذا النوع من القضايا يفضي في بعض الأحيان إلى الحرب (...) وإذا أراد العالم تطويق هذه العواقب الوخيمة فعليه الحد من ارتفاع الأسعار». وتابع «إن ارتفاع نسبة التضخم يعقد التحديات المعقدة أصلا للأزمة المالية الشاملة في العالم».
وينعكس الارتفاع الكبير والسريع في أسعار الأرز والقمح والذرة والمواد الغذائية الأساسية الأخرى، سلباً على الدول النامية خصوصاً، حيث يتم إنفاق الجزء الأكبر من الدخل على تأمين المواد الأساسية للبقاء. كما يؤدي ارتفاع النفط إلى غلاء الأسعار.
وفي الأشهر الأخيرة، أدى ارتفاع اسعار المواد الغذائية إلى إضرابات اجتماعية في دول عدة. وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن 37 بلداً في العالم تواجه أزمات غذائية.
وإلى جانب الوضع الاقتصادي في العالم، عبرت الدول ال185 الأعضاء في الصندوق عن دعمها للمشروع الذي اقترحه ستراوس للإصلاح منذ سنتين، لجعل الهيئة المالية الدولية أكثر فاعلية وشرعية.
وكانت اللجنة النقدية والمالية للصندوق أعلنت عن أنها أقرت الإصلاحات. وأكدت في بيان أنها «أشادت بالاتفاق الذي توصل إليه مجلس إدارة الصندوق حول إصلاح الحصص والأصوات معتبرة أنها مساهمة مهمة من أجل تحسين صدقية وشرعية الصندوق»، لكن اللجنة شددت على بذل مزيد من الجهود من أجل التوصل إلى إقرار الأسلوب الذي عرضه ستراوس وكان لمراجعة الحصص المطبقة بشكل منتظم كل خمس سنوات.
البيان الاماراتية