تحول مؤتمر دبي مدينة الذهب في دورته السادسة إلى ما يشبه غرفة عمليات لقيادة معركة قطاع المجوهرات في الفوز بقلوب وعقول المستهلكين، وتغطي ساحة هذه المعركة وجه الأرض بمختلف مناطقها الجغرافية، ويتمثل سلاحها الرئيسي في تعظيم قدرة قطاع المجوهرات على التفرد والتميز والابتكار، فضلا عن اتباع أساليب ترويجية وتسويقية متناغمة ومتكاملة.وساق متحدثون عبارات ترسم صورة لحالة الاستنفار والتعبئة التي تسود هذا القطاع في مواجهة التحديات التي يواجهها، وذلك بدءا من تقلب أسعار الذهب، ومرورا بأزمات الاقتصاد الأميركي والمتمثلة أساسا في أزمة الرهون العقارية، وانتهاء وليس نهاية بمنافسة السلع الاستهلاكية الأخرى.
وطفت على سطح المناقشات تعبيرات ترمي إلى تعبئة الجهود وشحذ الهمم، وتراوحت ما بين التشديد على ضرورة تشكيل جبهة متحدة، والدعوة إلى التنسيق والترابط في وضع خطة للترويج والتسويق من شأنها أن تعزز من قدرة قطاع المجوهرات في العالم على مواجهة التحديات التي تعترضه، بحيث يكون هذا الموضوع محور نقاش الدورة القادمة للمؤتمر، فضلا عن طرح بعض المشاركين صورة لما سوف تكون عليه أسواق الذهب في العالم خلال العام المقبل. وجاءت بعض مقاطع كلمة معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد لتعبر عن تصاعد حدة التحديات التي تحف قطاع المجوهرات، وورد في ثنايا حديثه التنويه إلى أن أسعار الذهب المتقلبة والتي وصلت إلى 1000 دولار للأونصة الواحدة، تفرض تحديات جديدة على تجارة الذهب.
ومع ذلك حفز هذا الصعود على تزايد الاهتمام بالألماس وأنواع المجوهرات الأخرى، وهو ما عزز قطاعات المجوهرات والذهب مجتمعة، وأشار إلى أن مثل هذه التطورات تنطوي على تأثيرات عميقة بالنسبة للنمو الاقتصادي في دبي وبقية دول المنطقة. وقال معالي وزير الاقتصاد ما نصه: أن حكومة الإمارات تقر بالأهمية الاقتصادية لقطاع المجوهرات، وتشاطر اهتمامات دوائر الأعمال في هذا القطاع، وذلك في ضوء صعود الأسعار ومنافسة القطاعات الأخرى، ويؤكد أن حضوره الشخصي في المؤتمر يعد تجسيدا لدعم الحكومة للجهود الرامية إلى استكشاف الاتجاهات الحالية، وإيجاد الحلول للقضايا الهامة من خلال التشاور والنقاش.
بيد أنه في مقطع آخر من حديثه، أشار إلى أنه على الرغم من الزيادات المؤثرة في الأسعار، إلا أن الطلب العالي وصعود قوة الإنفاق الإقليمي سيواصلان تعزيز الأداء القوي والمتواصل لتجارة المجوهرات والذهب في دبي، حيث سجلت تجارة الذهب نموا نسبته 30% على الرغم من الأوضاع الاقتصادية في العالم. واستدرك معالي وزير الاقتصاد حديثه قائلا: ان ما هو مهم هو تعزيز قوة زخم التغير الإيجابي الذي تشهده الصناعة، ودعمه بمبادرات إستراتيجية من شأنها أن تساعد في احتفاظ التجارة بحصتها في الأسواق العالمية. تقلب الاقتصاد العالمي وساق توفيق عبد الله رئيس مجلس إدارة مجموعة دبي للذهب والمجوهرات وجهات نظر مماثلة بإشارته إلى أن انعقاد هذا المؤتمر جاء في وقت يزخر بالتحديات بالنظر إلى سيطرة حالة التقلب الاقتصاد العالمي.
واستمرار أسعار الذهب في الارتفاع، ومن شأن هذه الظروف أن تقرب المسافات بين الأطراف المعنية بقطاع المجوهرات. وتابع حديثه قائلا : نحن هنا اليوم كصناعة لنناقش ونتحدى أنفسنا لجلب أفضل ما عندنا ولنعمل معا بدعم من الحكومة وحلقات الصناعة التي تشكل سلسلة قيمة، وذلك بما يمكننا من المضي قدما كجبهة متحدة، وهو ما يعكس الفكرة الرئيسية من انعقاد المؤتمر المتمثلة في «سلسلة القيمة والتكامل».وتساءل جايتانو كافاليري رئيس الاتحاد العالمي للمجوهرات في معرض حديثه عن التحديات التي تعترض صناعة المجوهرات في العالم عن الجهة التي سيناط بها مسؤولية زيادة اهتمام جمهرة المستهلكين بالمجوهرات الفاخرة في العالم، حتى تحتفظ بحصتها السوقية في سوق سلع الرفاهية.
وذلك في ظل حالة عدم اليقين التي تخيم على الاقتصاد العالمي، وأزمة الرهن العقاري الأميركية والتغيرات التي يشهدها جانب الإمداد في سوق المجوهرات. ودلل جايتانو كافاليري على تفاقم مشكلة الترويج والتسويق للمجوهرات بإشارته إلى إعلان شركة دي بيرز في فبراير من العام الجاري عن إقلاعها عن تقديم الدعم للترويج العام لمجوهرات الألماس، خالصا إلى أنه لم يعد متاحا للشركات المتوسطة والصغيرة الدعاية العامة للمجوهرات والتي كانت تستفيد منها، وهو أمر لم يتم ببساطة معالجته.وعقد كافاليري مقارنة بين الدعاية التسويقية لسلع الرفاهية، وتلك التي يحظي بها قطاع المجوهرات قائلا ان هناك الكثير من الحملات الترويجية للأزياء والإكسسوارات، فيما توجد القليل من هذه الحملات في قطاع المجوهرات.
البيان الاماراتية