أردناه حراك وأرادوه عراك ( بقلم مقدم طيار : أنيس قاسم المفلحي

القاهرة – لندن " عدن برس " : 10 – 4 – 2008
أن حراك النضال السلمي الذي شمل معظم المحافظات الجنوبية , والمستمر منذ حوالي اكثر من عام ما هي الا تراكمات واحتقانات و معاناة أبناء المحافظات الجنوبية نتجة عن حرب ظالمة شنتها قوات الرئيس اليمني /علي عبد الله صالح , مستخدم" حلفائه الرئيسيين الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ حاشد الرجل القوي والذي كان مواليا لةْ , وبمشاركة التيارات السلفية بزعامة الشيخ عبد المجيد الزنداني ومقبل الوادعي الموالين للواء الركن / علي محسن الاحمر الاخ غير شقيق للرئيس , في صيف 1994م على شركاء الوحدة في جنوب اليمن , والتي اعتبرها كثيرين من الجنوبيين إيذانا ببدء تغير خارطة سياسية جديدة لوحدة التراضي واستبدالها بوحدة الضم والالحاق قصرا" والتي قوبلة برفض نتائجها من كافة شرائح ابناء الجنوب حتى القيادات الجنوبية المتواجدين حاليا" بشكل صوري في هرم السلطة .


وحتى لا نخوظ بتفاصيل الوحده وماهي الاسباب الرئيسية في الخطوة الغير محسوبة التي اتخذها السيد الرئيس /علي سالم البيض وبقراره الانفرادي دون الرجوع لشعب الجنوب لاستفتائة بالوحدة , وماهي استراتيجية البيض التي دفعتة بالهرولة في وحدة اندماجية مباشرة , والمراحل التي سبقت ذلك وايضا" الاقتيالات التي طالت قيادات الاشتراكي في المرحلة الانتقالية وفترة المؤامرات المنظمة التي يديرها نظام صنعاء من 90 – حتى قيام حرب 94 م كون كثير من المحللين السياسين والمفكرين قد ابلو بلا" في هذا الموضوع ولا نريد الخوض بة . حسنا"
ولنعود للموضوع الرئيسي في قضية الحراك والنضال السلمي المتواصل الذي يطالب الاعتراف بالقضية الجنوبية سياسيا" وليس مطلبيا" , والسبب في ذلك ان الجنوب تحولت بعد الحرب الى غنيمة تقاسمتها الفئة التي حققت الثراء الفاحش و المنتمية لشريحة معينة من موطنين المحافظات الشمالية وهذة الفئة هم السلطة وحشيتها واتباعهم والذين يسيطرون على مقدرات وثروات الجنوب , التي افقرت أبناء المحافظات الجنوبية حيث ان المؤشرات والتقرير تأكد بأن مستوى دخل الفرد المتوسط في الجنوب تراجع الى 600 دولارا" في العام حسب الاستطلاعات .
والتي زدات معانتهم ولا ننكر معاناة أبناء المحافظات الشمالية في زيادة معدل الفقر والبطالة إلا أن الفارق صرامة الإجراءات الانتقامية التي اتخذت ضد الجنوب و أهمها نهب ارضي وممتلكات الجنوبيين بعد أن تم تدمير كل دليل يثبت ملكيتهم لها .
هذا الحراك يضم آلاف المتقاعدين العسكرين والمدنين والشباب المسرحين قصرا" حاملين الشهادات العليا الذين تم استبعادهم من وظائفهم بعد الحرب المشؤمة مباشرة ومارسْ ضدهم سياسة الغالب على المغلوب حتى لاتقوم لهم قائمة والمقصود بذلك مسح الهوية والتاريخ و كل مايتعلق بدولة الجنوب والجانب الاكثر خطورة هي استراتيجية نظام صنعاء (ضم الفرع إلى الأصل ) .
تحول هذا الحرك السلمي والاحتجاجات والمسيرات الى صدامات شملت معظم محافظات الجنوب من الضالع وحتى حضرموت ونرى ان المتسبب بهذا مجموعة تخريبية مدسوسة من السلطة في المسيرات السلمية وتزامنا مع تفجيرات صنعاء الاخيرة . تم تكبيل الاغلال في ليلة وضحها بأيدي رموز الحراك السلمي الجنوبي وزج بهم في سجون نظام صنعاء , واستمرار الحصار الأمني والاعتقالات للمتظاهرين ، مع استمرار قوات ألامن وعدد من الأطقم والمصفحات التي حاصرت عددا من مساجد الضالع وعدد من مساجد الحبيلين بردفان وانتشر العسكر حولها الأمر الذي دفع خطباء المساجد إلى إدانة الاعتقالات التي تمت لعدد غير قليل من أبناء الجنوب ورموز النضال السلمي الجنوبي ذلك من الجرائم الإنسانية.
ردود الاحتجاجات الشعبية اثرات موجات عنف بدءاً بالانفجارات التي شهدتها مديرية المحفد بمحافظة أبين، و بأحداث محافظة حضرموت ، وما تلاها من انفجار قنبلة في ردفان بالقرب من أحد الاطقم العسكرية ادى الى اصابة عدد من الجنود, وصولا إلى استمرار الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة في الضالع وردفان والتي ادت الى عدد من الاصابات من الجانبين و في عدن وشبوة وابين ويافع ، بعد ذلك خرجت التصريحات الرسمية كالعادة تثير السخرية لأنها توزع الاتهامات في كل الاتجاهات لأبنا الجنوب وكأن السلطة لا تعرف سبب تلك الإزمة .
أن الوضع خطير جدا في اليمن كما تتدعي السلطة خاصة بعد تزامن التفجيرات المتكررة والتي استهدفة مدرسة الطالبات القريبة من السفارة الامريكية في صنعاء والاخراستهدف المجمع الذي يقطنة موظفين امريكين وغيرها من التفجيرات المفتعلة من السلطة التي تنفذها القاعدة , والتي تحضى برعاية السلطة وتقدم الدعم والحماية لعناصرها في اليمن , وهي وسيلة اتخذتها السلطة لتخويف المواطنين بأن الأمن في حالة انفلات على المستوى الداخلي وكسب تعاطف دول الجوار والولايات المتحدة الامريكية الشريك الرئيس في مكافحة الارهاب لتغطية جرائمها ضد الجنوبيين بأسم مكافحة الارهاب , بالاضافة الى التهديدات المبطنة التي تضمنتها خطابات الرئيس بتحويل اليمن الى صومال" اخر او عراق في حال عدم توقف الحراك السلمي المطالب بالانفصال كم يقول في المحافظات الجنوبية , اعتاد الرئيس تسمية أبناء الجنوب بالمرتزقة والعملاء والانفصاليين في كل خطاباتة , بالاضافة الى دعمة للعناصر التخريبية كما اسلفنا التي انخرطة مؤخرا" بالمظاهرات السلمية في الضالع و ردفان وحولتها الى اعمال شغب وتخريب , استطاع نظام صنعاء تغير نهج الحراك وبصورة مؤقتة لايجاد الذريعة في اعتقال قيادات حراك النضال السلمي الجنوبي وزجهم في سجونة .
البلاد تقف على فوهة بركان، فالخلافات ليس مجرد مطالب او رش أمول لتكميم الافواة او وعود في مهب الريح للعسكريين والمدنين الجنوبين المبعدين عن اعمالهم و الذين يشكلون حزب " خليك في البيت " ولكن بداية ثورة برتقالية نشبة و رفعة اعلام جنوب اليمن , في الضالع وردفان وحضرموت وعدن ولحج وكافة المحافظات الجنوبية .
اعتقد أن النظام في صنعاء فقد هيبتة وتحالفاتة وبالذات بعد موت الشريك الاكبر الشيخ / عبداللة بن حسين الاحمر( رحمه اللة ) رغم الاغراءات التي قدمتها السلطة لابنائة الذين هم اقل تأثيرا" ولوجود خلافات بأتة ، وايضا" للوضع الاقتصادي المتردي وحرب صعدة ولصعوبة شراء بعض ذمم أبناء الجنوب والدليل بأن السلطة تستخدم كل اسلحتها المتوسطة والثقيلة لقمع المظاهرات السلمية في جنوب اليمن .
أما بالنسبة للمطالبة بالانفصال فهي الان متداولة على نطاق واسع في الجنوب لكن اللافت هو أن هذه الدعوى تكتسب أرضية جديدة يوميا بسبب أخطاء النظام القاتلة ،وقد انتشرت المواقع الاليكترونية واحزاب المعارضة في الخارج المؤثرة بشكل متواضع جدا" والتي تدعو الى الانفصال ، فضلا عن تجمعات شعبية تقودها أطراف ترى أن الانفصال هو الحل , غير أن ثمة شواهد قوية تقول أن الوحدة أصبحت في خطر على ارض الواقع ، وان إصلاح مسار الوحدة، وتحقيق مصالحة وطنية التي يعتبرها بعض الجنوبيين صعب قبولها دون تدخل دولي ( اي طرف ثالث ) والمقصود بذلك ان الجنوب كانت دولة معترف بها وليس مجرد احزاب اختلفت فيما بينها ، وأ إعادة الاعتبار إلى شريك الوحدة المهمش الحزب الاشتراكي الجنوبي ومؤسساته اكذوبة لايقبلها كثيريين من ابناء الجنوب ، وحل أزمات المتقاعدين والعاطلين عن العمل ماهي الا سياسية ترقيعية تقوم بها السلطة . ان حق تقرير مصير الشعوب والاقليات المطهدة كفلتها القوانين والاعراف الدولية فكما يقول المثل أهل مكة ادرى بشعابها فأبناء جنوب اليمن اعرف بواقعهم وهم من يقرر مصيرهم دون وصاية من احد.......