موضوع: وقفات مع القرآن الخميس 10 أبريل 2008 - 19:08
الوقفة الأولى: حول حفظ القرآن. فقد صرح العلماء بأن حفظ القرآن واجب على الأمة، أي أنه يجب ألا ينقطع عدد التواتر فيه، فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين، فيصبح حفظ القرآن فرض كفاية في حق سواد الأمة وعامة المسلمين. أما حفظ بعضه كالفاتحة فهو فرض عين على كل فرد إذ لا تصح الصلاة بغير الفاتحة .
ومع ذلك فإن حفظ القرآن ودراسته أفضل ما يشتغل به الدارسون، ويتعب فيه الباحثون، وقد ذكر العلماء لحفظ القرآن الكريم فوائد نوجز منها ما يلي :- أولا: الفوز بسعادة الدارين إذ صاحب الحفظ عمل صالح .
ثانيا: شحذ الذاكرة والذهن، فتجد الحافظ لكتاب الله في الغالب أسرع بديهة، وأضبـط وأتقن من غيره، لكثرة مرانه على ضبط الآيات وتمييز المتشابه منها في اللفظ، ومن المتقرر لدى الأطباء أن الذاكرة تقوى بالمران والتعويد على الحفـــظ، وتضعف بالكسل والخمول .
ثالثاً: سعة العلم، ولذا تجد الحافظين يتفوقون على أقرانهم غير الحافظين في كثيـر من المجالات .
رابعاً: تأثير القرآن على صاحبه بالسمت الحسن والسلوك القويم.
وإذا كانت هذه فوائد الحفظ فإنه له عوامل ضرورية أهمها الرغبة والتطلع والإهتمام، فإذا إجتمعت هذه في شخص دفعته إلى الحفظ لاسيما مع العمر المناسب من سن الخامسة إلى الخامسة عشر، فهو العمر الذهبي للحفظ، ولا يعني هذا أن الكبير لن يحفظ، كلا، بل أن كثيراً من الناس حفظوا القرآن بعد هذا العمر، لكن المهم هو الرغبة والإهتمام، وتنظيم الوقت وتحديد نسبة المحفوظ، كل على حسب إستطاعته، ثم بعد الحفظ يأتي دور المراجعة والترداد، فمهما حفظ الإنسان من القرآن فإنه يتفلت منه، وعلاج ذلك يكون بالتعاهد وكثرة القراءة كما أرشدنا إلى ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم . وإذا كان العمر الذهبي للحفظ من الخامسة إلى الخامسة عشر، فإن هذا يقتضى إهتمامكم أيها الآباء بتعليم صغاركم وتشجيعهم على حفظ القرآن الكريم . يقول العلامة إبن القيم ـ رحمه الله ـ : أما تدبير العلم فينبغي أن يحمل الصبي من حين يبلغ خمس سنين على التشاغل بالقرآن والفقه وسماع الحديث، وليحصل له المحفوظات أكثر من المسموعات، لأن زمن الحفظ إلى خمس عشر سنة، فإن بلغ تشتت همته. وأول ما بنبغي أن يكلف حفظ القرآن متقناً، فإن يثبت ويختلط باللحم والدم . وأنتم أيها الكبار لا تحقروا أنفسكم وتحرموها الخير، لا يقل أحدكم: إني كبرت وليحفظ ما يطيق ولو شيئاً يسيراً من كلام الله تعالى فإنه يأتي شفيعاً له يوم القيامة .
الوقفة الثانية: حول آداب التلاوة: وقد جاء الإسلام بالآداب العامة التي شملت كل جانب من جوانب الحياة، ومن ذلك آداب القرآن التي هي أجدر أن يتأدب بها الناس، لأنهم يتأدبون مع كلام الله تعالى، فمن ذلك :
أولاً: الإخلاص لله تعالى في قراءة القرآن، فيستحضر المسلم بأنه يناجي ربه، ويقرأ على حال من يرى الله تعالى، فإن لم يكن يراه فإن الله يراه .
ثانياً: يستحب أن يقرأ على طهارة، ويستاك وينظف فاه، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل القراءة، ولا بأس بأن يقرأ وهو محدث حدثاً أصغر لكن لا يمس المصحف .
ثالثاً: يستحب أن يقرأن القرآن مستقبل القبلة بخشوع وسكينة في مكان نظيف بعيد عن الضجيح واللغط .
رابعاً: أن يرتل القرآن بتدبر وخشوع، ولكن شأنك أيها القارىء الخشوع والتدبر لآخر السورة، ولا مانع من ترديد الآية للتدبر، فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح، وهي قوله تعالى : (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) (المائدة: 118). ثم لا ننسى أيها الأخوة أن البكاء عن قرآة القرآن من صفات عباد الله الصالحين (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً) (الإسراء: 109) . أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الخاشعين عن تلاوة كتابه الذي يزدادون إيماناً مع إيمانهم، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ولد الهاشمي مشرف عام منازل يافع
عدد الرسائل : 524 تاريخ التسجيل : 02/04/2008
موضوع: رد: وقفات مع القرآن الخميس 10 أبريل 2008 - 21:07
سلمتي اختاه
وجزك الله خيرعلى الطرح الرائع
تقبلي مروري
زائر زائر
موضوع: رد: وقفات مع القرآن الجمعة 11 أبريل 2008 - 3:38