السلطات اليمنية دشنت و تدشن حملة من الاعتقالات السياسية والذي يعد عملاً لا أخلاقياً و"اعتداء سافراً ضد كل أبناء الوطن (..) وعملاً إرهابياً بكل المقاييس"
يغلب على كثير من قضايا الاعتقال السياسي أن تتم في ظروفٍ غامضة يجهل ضحاياها دواعيها وأسبابها ، ويحظى قادة المعارضة وكتاب الرأي النصيب الأوفر من هذه الاعتقالات التي يلعب أفراد الأمن السياسي دور البطولة فيها ويتولى إخراجها وإنتاجها قيادات أمنية ورموز متنفذة من سكان الأبراج العالية ممن يرون أنفسهم فوق القانون واللياقة الأدبية .
يبدو الاعتقال السياسي آخر حلقات هذا المسلسل اليمني المفتوح كان اعتقال فنان الشعب فهد القرني يوم الأربعاء 2 ابريل المنصرم أثناء توجهه إلى مدينة عدن حوالي الساعة الثامنة لإحياء مهرجان لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وأجرت معه الصحوة نت مقابلة نفى تعرضه للتعذيب ، واتهم بالإساءة للرئيس والتحريض والمشاركة بمهرجانات الجنوب.
غادر الأمن السياسي للنيابة.. وقال أنه في المعتقل أكثر إيماناً بالنضال السلمي واعتزازاً بالإصلاح والمشترك ، وقضيته الاعتقال السياسي خارج القانون .
والى نص المقابلة
بداية كيف تمت طريقة اعتقالك؟
- ما نش ناقص أسئلة يا عزاني.. أسبوع كامل وأنا أؤدي الامتحانات في الأمن السياسي.
* إن شاء الله تطلع النتيجة ناجح.
- ناجح ونص، وأنا مذاكر وهم ما قصروش كان يغششوني إذا نسيت بعض الأناشيد أو المسرحيات، بصراحة اكتشفت أن لدي شعبية في الأمن السياسي فمن خلال التحقيقات اتضح أنهم يحفظون أشياء كثيرة من مسرحياتي وأناشيدي.
* أيش رأيك ترشح عندهم في الانتخابات القادمة؟
- فال الله ولا فالك.
* أنت الآن لم تعد في الأمن السياسي لماذا لم تقل لي كيف اعتقلوك؟
- أنا كنت متجه إلى مدينة عدن حوالي الساعة الثامنة والنصف من صباح الأربعاء الماضي وبعد خروجي من منزلي في مفرق ماوية اعترض سيارتنا ثلاث سيارات ونزل منها أشخاص مدنيون مسلحون وبدأوا يشتمونني ثم أخذوني إلى فوق إحدى السيارات وكانت على مقربة منا أيضاً في الخط الرئيس أربع سيارات أخرى فيها مسلحين ورجال أمن.
وعندما وصلنا إلى جهاز الأمن السياسي قاموا بتكبيلي بالقيود وربط وتغطية عيوني، وكنت غالباً ما كنت أقاد إلى التحقيق وأنا مقيد ومعصوب العينين.
ماهي التهمة التي وجهت إليك؟
- أبرز التهم الإساءة للرئيس والمشاركة في مهرجانات المحافظات الجنوبية خاصة والأشرطة السياسية وتحريض الشعب، وتحريض أبناء الجنوب على الانفصال، وأنا قلت لهم الوحدة بالنسبة لنا دين وللآخرين مشروع تجاري، واعتبر محاولات منعي وتحذيري من المشاركة في مهرجانات المحافظات الجنوبية سلوكا انفصاليا من قبل الأجهزة الأمنية، أنا كنت نازل عدن لإحياء مهرجان لنصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم اعتقلوني، نصرة للرئيس، مع أني لا أتعرض لا للرئيس ولا لغيره بأي إساءة شخصية، أنا أنتقد وضعا وسياسات، مش قالوا عندنا ديمقراطية.
* هل تعرضت لأي اعتداء جسدي؟
- لا.. لم أتعرض لأي اعتداء أو تعذيب جسدي، وحتى الأخ فيصل البحر مدير الأمن السياسي تعامل معي بكل مسؤولية واحترام والضباط أيضاً، وكان يسألنا عن تعرضي لأي اعتداء فكنت أجيبه بالنفي، ولكن طريقة اعتقالي كانت قاسية.
* ولكن لماذا كانوا يستجوبونك وأنت معصوب العينين؟
- ربما مستحيين مني لأني لم أقترف ذنباً ولم أخالف الدستور والقانون.
* شيء لفت انتباهك من خلال الاعتقال والتحقيقات؟
- كلهم كانوا يقولون لي: "لكن زيدت بالجنان".. أمانة إننا عاقل بس بدون حارة.
وهناك أشياء أخرى مثل (الرز) أنا قلت لهم اللي يعترفوا عندكم مش بسبب أساليب التحقيق أو التعذيب ولكن بسبب (الرز) بصراحة (رز) يخليك تعترف بكل شيء مجرد ما يقدمونه لك، الفاصوليا أيضاً ما تعرفش أنها (فاصوليا) إلا بعد جهد وتركيز وإجراء الفحوصات اللازمة.
أيضاً الذهاب للحمام مسموح لنا فقط خمس مرات في اليوم والليلة بالتوقيت المحلي لمدينة تعز
كما أنني سميت الزنزانة حقي بـ(زنزانة اليمن الجديد) أيضاً كتبت على جدار الزنزانة عبارة: (نحن بلد ديمقراطي ولا يوجد لدينا سجين سياسي واحد) وذيلت تحت العبارة اسم قائلها: الرئيس علي عبدالله صالح، وفي مقابلها كتبت: أنا سجين سياسي واحد وهناك العشرات غيري.. تعيش الديمقراطية, وكتبت تحتها السجين: فهد القرني.
كذلك وجدت على جدران الزنزانة عبارات من نوع: الموت لأمريكا، سننتصر مهما طال الظلم، وبتوقيع القاعدة، وفي الفراغات الموجودة كتبت أنا لا ماء.. لا كهرباء.. لا مواطنة.. وبتوقيع الجعاشن وذي السفال.
موضوع آخر كانوا يكبلونني بالقيد من الساعة السابعة صباحاً بينما الحشرات تسرح في زنزانتي وتمرح ولا أحد يقيدها، ظلم من صدق أن المساواة مع الحشرات.
* شعورك وأنت في المعتقل؟
وأنا معتقل أكثر جحوداً بالسلطة وإيماناً بالنضال السلمي واعتزازاً بالإصلاح والمشترك، وأنا ممتن للجماهير ولقيادات وأعضاء المشترك لتضامنهم الكبير ووقوفهم الصادق معي، ولست نادما على أي عمل قمت به في سبيل حرية شعبنا وحقوقه وضد الفساد والاستبداد، وأعتز بكل أعمالي الفنية والمسرحية.
كما أريد أن أؤكد بأن القضية ليست اعتقال فهد القرني ولكن قضيتنا هي الاعتقال السياسي خارج الدستور والقانون وبأساليب غير حضارية وفي بلد ديمقراطي.
التالى >